بلاتر من التلميح للتأكيد.. فماذا تخفي؟

لم يترك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر مناسبة في الفترة الماضية من دون أن يصرح أنه من الصعب إقامة كأس العالم في قطر 2022 صيفا، وصعوبة ذلك في الجو الحار، والآن وفي آخر ظهور له في سويسرا حسم هذه التلميحات بتأكيده أنه من الصعوبة إقامتها في الصيف، واستحالة ذلك، وهو بهذا الفعل قد تناسى تماما الجهود الجبارة التي تبذلها اللجنة المنظمة للمونديال عندما أكد بأن ملاعبها ستكون مكيفة ومجهزة لتلائم الفترة الصيفية، وعندما وضعت حلولا لكل المصاعب، بما فيها مشكلة الحر في حال اختار الفيفا فترة الصيف من أجل إقامة المونديال. وبلاتر يعلم تماما أنه بتصريحه الأخير قد حصر لقطر خيارا واحدا بإقامة البطولة وهو في فترة الشتاء، والتي شاهدنا الاعتراض الكبير عليها من الدوريات الأوروبية الكبيرة والتي تتعارض مع جداول مسابقاتها، وبلاتر يعي أنه سوف يفتح جدلا كبيرا وواسعا حول هذه النقطة بالتحديد في حال تأكد اعتراض اللجنة التنفيذية للفيفا على إقامة البطولة في الصيف، ولكن كان من الأجدى لبلاتر أن يتحدث عن إمكانية إقامة البطولة في شهري أبريل ويونيو في أواخر الشتاء أو على الأقل في أواخر الصيف في سبتمبر وأكتوبر لو كان بالفعل يريد إيجاد خيار مناسب، ولكن أن يتحدث وفي كل مناسبة مؤخرا عن صعوبة إقامته صيفا ثم يختمها في تصريحه الأخير بانتقاله من التلميح للتأكيد، فمن المؤكد أنه لم يقل ذلك عبثا. وما زلنا لا نعي سبب إلغاء بلاتر لخيار إقامة المسابقة صيفا في ظل ما تقدمت به قطر من إعدادات وتجهيزات للبطولة، نسيتم أن كأس العالم 1994 أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت فيها بعض المدن المستضيفة أقرب لجو الخليج الحار، ورغم ذلك لم نشهد أي اعتراض في تلك الفترة وأقيمت الدورة من دون مشاكل تذكر. وما زلنا لا نعي سر تغير بلاتر فجأة بعد أن كان يؤكد سابقا أن قطر ستنظم البطولة في أي وقت، والآن عمو بلاتر أدار وجهه وبشكل غريب جدا، فما الذي يخفيه السويسري العجوز، قد تقولون إنني أبالغ فيما أقول، فلكم أقول الأيام ستريكم وجها آخر لهذا المراوغ، والذي لم يسلم منه أقرب الناس إليه في أوقات كثيرة، والأمثلة موجودة، فبعد تأكيد التلميح ماذا أنت عازم ترى يا بلاتر؟.