10 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تمتلك صديقا حقيقيا استثنائيا، فكأنما استحوذت على الدنيا وكنوزها، ولكن ليس أي شخص هو صديق حقيقي واضح ومقرّب لك في زمن تفاقم فيه الحسد والغيرة والكره والمصلحة واستغلال الطيبة، لذلك وجب عليك أن تدرك آلية اختيار الأصدقاء لأنها لا تأتي عبثا ولا تستلزم قناعة وعناية لكي تجذب لك شخصاً ما، فهناك نوعية من الصداقات تكون ركيكة غثّة وتنهار بسرعة. والصديق الحقيقي يبتغي لك الخير ويرغب أن يراك سعيداً باستمرار ويسعى لتطوير الصداقة لتكون مترابطة قوية ذات عناصر أساسية كالاحترام المتبادل والمودة والنجاح، لذا أنت بحاجة لعقلية رصينة ناضجة مستمعة ترشدك إلى الطريق، صديق يحبك ويحترمك، يقاسمك العقبات ليسدي لك حلولاً تسعدك وتهدئ من بالك وقلبك، تبني معه علاقة قوية تتوافق معك من حيث الاتجاهات الأخلاقية والفكرية والثقافية بعيداً عن الصداقات المؤقتة المغلفة بحبّ الأنا والنرجسيّة وقلوب سوداء مبطنة بالكره والحقد والشر بإطار الأنانية الملتوية بالنفاق. الحياة باتت مزدحمة بين العمل والمهام المنزلية والشخصية والأسرية وفي ظل هذه الدوامة، نحن نبحث عن الإيجابيات كالحب والخير والدعوات الطيبة النيرة ونتساءل: هل يمكن لأي كان أن يكرهنا؟ أو أن يدس سموم البغض والشر في مشاعرنا الطاهرة ونوايانا الصادقة؟ يقول الشاعر: لا خير في ود امرئ متملق حلو اللسان وقلبه يتلهب يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب يلقاك يحلف أنه بك واثق وإذا توارى عنك فهو العقرب للأسف قد تجد في حياتك اليوميّة، شخصا خبيثا طالحا، يتستّر برداء الصداقة، يؤذي نفسه ويمنع ذاته بأن يكون شخصاً صالحاً، يبحث عن أخطائك لينتقدك، ويشعر بالسعادة عندما يؤذيك ويجعل يومك سيئا ومزاجك متقلبا، لا يتقبل الإبحار في ذاته لاكتشاف أخطائه ليصلحها، وإنما يستمر كإعصار ريح يحوم حولك ليحطمك، فقف بطريقه بثقة بطل وأبعده عن مسار حياتك لتعيش بسلام داخليّ مع نفسك. من المؤكد لديك عدة أصدقاء في العمل وعلى مقاعد الدراسة وأصدقاء مفضلون ومقربون، لكن الأجدر هو أن تبحث عن علاقات إنسانية ملموسة وصداقات حقيقية تستشف منها معاني الإخلاص والتفاني وعهدة الوفاء، علاقات تشبهك في الروح والقلب والصدق، فاتبع عقلك بفطنة ورشاد وانطلق نحو المسلك الصائب لغربلة الصداقات، وابحث عن ألفة وصحبة صحية صادقة، تستشعر فيها الفخر وتعزز فيك الثقة وطاقة الاستمرارية نحو النمو والنجاح، ومثلما تودّ الخير لنفسك، يجب أن تودّه لصديقك وأكثر، وأيضاً خوفك، سعادتك، فرحك، أحلامك، جميعها تتجمع بهذه الصحبة لتكون في كفة واحدة متساوية متوازنة. قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين».