18 سبتمبر 2025
تسجيلالامتنان والامتداح واختيار الكلمات الطيبة، هي سلوكيات قياسية مرغوبة تقدم باحترام وسعادة بعد الانتهاء من الإنجاز والمهام مباشرة بعيداً عن الضغوطات لضمان التعزيز والتحفيز والتشجيع والاستمرارية، ويشترط فيه الإخلاص والنية السليمة ورقي الوعي والذي بدوره يؤسس ويلطف العلاقات من خلال شعور الفهم والتقدير ويعطي حماساً للمواصلة والاجتهاد بشكل أجمل. في بيئة العمل، جميع الموظفين يودون ان يستقبلوا المجاملات والإطراء الشخصي لأنها مصدر للمشاركة والالتزام، وتقدير لتمكّن الشخص ومدى تفانيه بعمله، ومحفز للتحسين الشخصي والتطوير المهني، فعندما يعمل بجد ويتقن شيئاً ما، فمن الأفضل أن يتم الإقرار به ولا يشترط أن تكون هدية أو مكافأة، فأحياناً بعض الإطراء والإشادة بمثابة تعزيز إيجابي وحماس لعطاء أكبر، وعندما يمتلك الشخص مهارات التواصل الفعالة للعمل مع الآخرين والذكاء المهني وحل المشكلات ويمتع من حوله بطرح وابتداع الأفكار والخيارات والحلول، فهو مبدع ويستحق وقفة للتقدير والثناء. المجاملة الذكية هي أداة إدارية يجب التعامل معها بحذر وذكاء بحيث تترك الأثر الإيجابي وتحفز الموظف على السلوكيات والمشاركة في الإنجازات المهنية بطريقة احترافية، وتكون كالهدية الراقية ومن القلب صادقة، عادلة مناسبة ومدروسة بعناية، ترسم السعادة وتغذي قلب متلقيها ومانحها بنفس الوقت، فالموظف الذي يتلقى مجاملات مخلصة بشكل منتظم، على أتم الاستعداد لبذل قصارى جهده بإخلاص وتفان وبشكل فعّال، وهي حافز قوي من قبل مديره أو رئيسه المباشر عندما يقر بمزاياه ويشجعه على الاستمرارية، فالمجاملة وثقافة الاعتراف ترغب بقية الموظفين في عطاء وإنتاجية إضافية مما يخلق الاحتذاء الجماعي، واستشعار فاعلية سد الفجوات وتعزيز ثقافة التقدير والاحترام المتبادل لابتكار بيئة إيجابية تسعى دائماً للنجاح، كذلك الاستماع النشط يعطي مجالاً وفرصا لتقديم مجاملات لها صلة واهتمام، إضافة إلى الصدق والشفافية فهما يشكلان الجانب الأكبر والأكثر أهمية لتقديم الإطراء واستحداث بيئة ثقافية تكون فيها المجاملات جزءا من النشاط اليومي لتعزيز الروح المعنوية والإنتاجية. المجاملات البسيطة اللطيفة يفضل أن تكون محدودة فهي تعزز السلوكيات والأداء بشكل إيجابي وتحمس الموظفين الآخرين المتغطرسين البغيضين الذين يعانون من سوء التواصل مع الآخرين، وتركز على الأفعال والمهام بعيداً عن الإطراء والمديح والثناء المفرط الذي يضعف من صحة الرسالة، فالمجاملات السلبية المغايرة يجب الحذر منها لأنها تجلب الضرر وتؤذي النفس وتعتبر انعكاسا سلبيا للشخص المجامل بعيدا عن اللطافة، ويمكن معرفته بسهولة من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت، وما يقدمه لك لا يستحق ان تمنحه وقتك أبداً، لذا يجب أن نبتعد عن المجاملات الفارغة والبعيدة عن المصداقية، ونركز على إنجازات وسلوكيات محددة بطريقة تواكب قيمة الرؤية وبطريقة تغير فيه التفكير للأفضل، ويجب على المدير والمسؤول أخذ الحيطة والحذر، بألا يثني على نفس الموظف في كل مرة مما قد يثير غضب زملائه ويترجم بطريقة أخرى ليؤثر على فريق العمل بشكل سلبي. يجب الاستيعاب أن الأخلاق السيئة والنميمة والتلفظ عن الآخرين بصورة طافحة بالحسد والغيرة، ليست من أخلاقيات المسلم، فهي تشوه الشخص وتدمره قبل أن تدمر علاقاته مع الغير، ولن ينصت إليه لأنه أحاط صورته بإطار سلبي مما يعطي انطباعا للآخرين بأنه ليس بالشخص اللطيف، وسلوكياته السيئة هي إيذاء لنفسه، فهو من سيخسر بالنهاية.