08 أكتوبر 2025

تسجيل

‎الحيّــــة بية

27 يوليو 2020

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، الذي اشتهر بعادة شعبية كانت معروفة ومحافظ عليها سنوياً، وكانت لا تخلو ليلة عيد الأضحى منها أبدا، ألا وهي لعبة ‎(( الحيّـــة )). ‎هذه العادة الشعبية كانت معروفة في أيام الماضي، حيث كانت تجمع أطفال الحي من البنات في وقت واحد يرددن الأهازيج الخاصة بها ويفرحن عن طريقها بقدوم العيد، ويكن قد أعددن لها العدة من قبلها بشهر أو شهرين، حيث يقوم الأطفال بزراعة أوعية خاصة بالعشب، وتقوم كل بنت بتعليق في وعائها الخاص خيطاً متيناً وتهتم بالنبتة التي زرعتها بكمية من العشب، وذلك عن طريق سقايتها اليومية، والمحافظة عليها حتى تكبر وفي الميعاد [ أي ليلة العيد ] وبعد صلاة المغرب مباشرة يعبر هؤلاء الأطفال عن فرحتهم بالعيد حيث يقومون بالصف جنباً إلى جنب في مكان مرتفع قليلاً، ويقولون النشيد الخاص بالحيـــة ثم يرمونها بعيداً وغالبا ما تكون في البحر. ‎ومن ثم يذهبون وقلوبهم كلها فرح وأمل بانتظار العيد السعيد. ‎لقد تذكرت هذه العادة الشعبية المحببة إلى الأطفال في الماضي، وقد سمعت بعض همسات الأمهات اللاتي كن أطفالا بالماضي وهن يرددن الكلمات الخاصة بهذه العادة أو اللعبة الشعبية، ويتمنين أن يرجعن أطفالاً، كي تشملهن الفرحة، ويطيب لهن التغني والتمتع بهذه اللعبة المحببة إليهن. ‎هذه العادة الشعبية من العادات المحببة إلى الجميع، ومن العادات التي يجب أن نحرص على تنميتها والمحافظة عليها لتكون ضمن تراثنا الشعبي الأصيل وإن لم تخني الذاكرة فكلماتها تقول: ‎يـــــــــــــــا حيتيــــــّـــه يـــــــــــــــا بيتيــــــــــــــــه ‎ راحت حيـــــــــــــه و يــــــــــــــــات حيـــــــــــــــــــه ‎علــــــــــــــــــــــى درب الحنينيــــــــــــــــــــــــــه ‎ غدينـــــــــاج و عشينــــــاج ليلة العيد قوينـــــــاج ‎فهذه دعوة للجهات المسئولة للمحافظة على التراث، ودعمه وإعادة تأصيله و الاهتمام به. ‎وأعتقد أنها لا تقل عن (( القرنقعوه )) في شهر رمضان المبارك والتي أخذت الطريق إلى المحافظة عليها وخاصة بتصويرها وترديدها من خلال الإذاعة والتلفزيون سنوياً على أنها نوع من الفلكلور. فنرجو أن تنال هذه اللعبة المحببة للفتيات النصيب من الاهتمام لإحياء هذا التراث الأصيل في بلدنا الغالي قطر. [email protected]