18 سبتمبر 2025

تسجيل

نشر الشائعات

27 يوليو 2014

إن الإنسان في رمضان يعلم قيمة الوقت وفوائده فهو يستثمر أيام رمضان ولياليه في الذكر وتلاوة القرآن والبر ووجوه الخير ولا يقتصر اهتمامه بالوقت على رمضان فقط إنما يستثمر في زمان ومكان في ما ينفع ويفيد، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك ثروات مهمة وطاقات لايستهان بها، تهدر وتذهب سدى في مجتمعنا، فقد تعتمد وسائل الاتصال في جميع أنحاء العالم على عامل الإثارة الخبرية وتصوير الأحداث وأحيانا كثيرة المبالغة فيها لجذب الناس وكلما كان الخبر أكثر تشويقا كلما زاد عدد من يتابعون هذه الأخبار، ولتحقيق هذا الغرض تحاول وسائل الإعلام تسليط الضوء على كل حدث وخصوصا المشاكل الاجتماعية السياسية والاقتصادية ثم تضيف من عندها الكثير من عوامل الإثارة لإيصال وجهة النظر التي ترغب بها إلى العامة وبسبب هذا التركيز على الجوانب السلبية في الحياة مما يزيد من الشائعات أو تفعيلها لتصبح حقيقة ثابتة.فإن الأبحاث التي أجراها علماء النفس أثبتت بما لا يقبل الشك بأن لوسائل الاتصال علاقة مباشرة في إثارة الشائعات وتناقلها وتضخميها ،مما يوجب علينا بيان أضرار الشائعة وأسبابها وكيفية التعامل معها حرصا على سلامة المجتمع ونشر المصداقية، فالشائعات آفة ضارة تلحق الأذى بالفرد والمجتمع ويختلقها ضعاف النفوس ويتناقلها الناس في ظل غياب الإعلام الواعي و المعرفة بالحقائق، من دون تفكير في عواقبها ومن الناحية النظرية كان من المتوقع أن تتراجع الشائعات مع هذا الانتشار الرهيب لوسائل الإعلام حيث لم يبق هناك شيئا مخفيا، ولكن الواقع أن الشائعات تتزايد باستمرار بل وتستفيد من وسائل الاتصال العادية والإلكترونية للمزيد من الانتشار وذلك لما جبلت عليه نفوس البشر من رغبة أكيدة في تناقل الأخبار والظهور بمظهر العليم بالأحداث وبواطن الأمور.إن التدين الواعي والالتزام الصحيح كفيلان بصيانة الأمة من ضلالة الشائعة كما يوفر لها أمنها وسلامها، وفي غيبة الدين الحق تنتشر آثام الشائعة بلا رادع ولا زاجر، وإذا غابت الحصانة الواقية والدرع المانعة المتمثلة في المنهج الإسلامي الحكيم الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته و امتثلوا له أكرم وأعظم امتثال، كان هذا الأمر له مسوغات في الإسلام على طريقه محاذير تراعى إذ لابد أن يكون هذا الأمر في إطار تحقيق مصلحة حقيقية لمجتمع المسلمين، ومن غير إضرار بمسلم ودون انتهاك لحرمة أو تعدي على قيمة فاضلة، على هذا الأساس يمكن توظيف الشائعة في توفير الأمن للأمة في مواجهة أعدائها، فهناك الكثير من الاقتراحات لمكافحة الشائعات المغرضة أو الضارة و الحد من انتشارها تشمل معاقبة مروجي الشائعات و نشر الحقائق وعدم الاستماع أو الاستجابة للشائعات، ومن المهم أن يكون المجتمع متمتعا بنوع من حرية التعبية وإمكانية الرجوع إلى مصدر الخبر، ويجب أن تكون هناك تشريعات معينة رادعة، ويجب مكافحة الشائعات مهما كانت صغيرة بعرض الحقائق حولها، فقد تتحول الشائعة إلى حقيقة إذا لم يكن هناك رادع أو إذا لم نعط الفرصة لتفنيد هذه الادعاءات فالانطباع الذي يتولد عند الفرد في غياب الرد هو أن الشائعة حقيقة، وللحد من ترويج الشائعات لابد من إيجاد عقوبات بحق كل مروج للشائعة، كما يجب على كل فرد في المجتمع الامتناع عن بث الشائعات، ينبغي علينا جميعا أن نحسن الظن ببعض أفرادا وجماعات فلا ننساق وراء الشائعات المغرضة التي لا هدف لها إلا هدم الوطن ونعود كما كنا في السابق أخوة في الوطن متحابين مترابطين لا تفرقنا شائعة، فمن المعلوم أن الإسلام قد اتخذ موقفا حاسما حازما قويا من الشائعات ومروجيها لما يترتب عنها من آثار سلبية تزلزل كيان المجتمع وتؤثر علي تماسكه وتلاحم أبنائه وسلامة لحمته كما توعد الله تعالي أولئك الذين يلوكون في الأعراض ويسرهم إشاعة الفاحشة في المجتمع بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة أما المسلم الحق هو الذي يحفظ جوارحه طمعا في رحمة ربه.