07 نوفمبر 2025
تسجيلماتمر به أمتنا الآن يستدعي من كل الطوائف استحضار الثوابت الموحدة المشتركة بين الطائفتين ، وهي : - الإيمان بأركانه الستة من الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، حسب التفصيل والإجمال الواردين في القرآن الكريم ، فهو محل اتفاق بين المسلمين : والمسلمون جميعاً متفقون على أن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه : (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وأنه رسالته الخاتمة الكاملة التي تمت بها رسالة الدين الإلهي الخالد ، وأنه المهيمن والمرجع عند الاختلاف فقال تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) . والمسلمون جميعاً يؤمنون بأن الإسلام هو الدين الخاتم الكامل فقال تعالى : ( .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) وقال تعالى : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) وقال تعالى : (.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ). والمسلمون جميعاً يؤمنون بأن التحاكم إلى القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم فريضة شرعية ، فقال تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) وقال تعالى : ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) . وهذا محل اتفاق ، ولكن بما أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشر قد مات والتحق بالرفيق الأعلى فإن سنته الصحيحة – مع القرآن الكريم – تكون هي المرجع للمسلمين ( في ضوء علوم أصول الفقه والحديث رواية ودراية ) . - الالتزام بأركان الإسلام الخمسة ( الشهادة بتوحيد الله تعالى ، وبرسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج لمن استطاع إليه سبيلاً ) .وكذلك الالتزام بما شرعه الله تعالى من حيث المبدأ .فهذا البند هو أيضاً محل اتفاق بين المسلمين جميعاً سنة وشيعة . - أن قبلة المسلمين هي الكعبة المشرفة وأنها بيت الله الحرام ، ورمز وحدة المسلمين ، وأقدس مكان على وجه الأرض ، ويليها المسجد النبوي الشريف ، ثم المسجد الأقصى ، وأن المسلمين مسؤولون عن حماية هذه المساجد الثلاثة التي تجتمع عليها أفئدتهم في كل مكان . - أن السنة النبوية الصحيحة في نظر جميع المسلمين بيان للقرآن الكريم فقال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وهذا محل اتفاق بينهم جميعاً من حيث الجملة والمبدأ ( وإن كان هناك تفاصيل خاصة بالشيعة ، لكن الاتفاق على المبدأ ثابت ). - إن المسلمين جميعاً بجميع طوائفهم متفقون على محبة آل البيت عليهم السلام ، وإنهم يصلون عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تشهد الصلوات ، ويقولون جميعاً بعد الشهادة : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد.... ) وأنهم يؤمنون بأن لهم منزلة مباركة ، وأنهم يعتبرون حمزة سيد شهداء الجنة ، وأن الإمام علياً عليه السلام نام في فراش الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة الهجرة ، وأنه أسد الله تعالى في بدر ، وخيبر وغيرهما ، وأن سيدنا الحسن وسيدنا الحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن لهما منزلة عظيمة ، وأن أمهما فاطمة الزهراء بضعة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حباً وتقديراً فحب آل البيت جميعاً مغروس في قلوب جميع المسلمين ، وهذا محل اتفاق (والاختلاف في العصمة والوصاية والولاية وعدد الأئمة ونحو ذلك فهذا داخل في تفاصيل المذهب الشيعي) . - إن المسلمين جميعاً متفقون على حب صحابة رسول الله من حيث المبدأ فلا أحد منهم يستطيع أن ينكر دورهم الذي ذكره القرآن الكريم للمهاجرين والأنصار فقال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) وقال تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) .