07 نوفمبر 2025

تسجيل

دين الرحمة

24 يونيو 2017

إن الإسلام أولى عناية قصوى بالرحمة والرأفة والجوانب الإنسانية حتى حصر الله تعالى مهمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نشر الرحمة وتحقيقها فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء : 107] وأن على المسلم الملتزم أن يبدأ كل أنشطته بذكر الرحمن الرحيم فيقول عند البدء بصلاته ، وجميع أعماله : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأن الله تعالى كرر هذه الصفة مئات المرات في القرآن الكريم ، ووصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم ، الرؤوف الرحيم ، الرب الكريم . كل ذلك حتى يكون المسلم رحيماً بكل شيء في هذا الكون رفيقاً مشفقاً عليه محافظاً ، ولأجل هذه الرحمة دخلت امرأة عاصية الجنة لأنها سقت كلباً عطشان ، ودخلت امرأة مسلمة أخرى النار بسبب أنها حبست هرة حتى ماتت من الجوع - كما وردت هاتان القصتان في كتب السنة بسند صحيح - فإذا كان حبس هرة موجباً للنار فما ظنكم بحبس إنسان أو قتله ، أو تعذيبه ؟ وهذا ما نصت عليه المادتان 20و21 من إعلان حقوق الإنسان الإسلامي. الأصل في العلاقات السلام والتعايشإن القرآن الكريم قد دعا الناس جميعاً إلى الدخول في السلم والسلام فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) [البقرة : 208] وقال سبحانه: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [الأنفال : 61] وقد جاءت هذه الآية من سورة الأنفال بعد الآية 60 الداعية إلى إعداد القوة حتى تمنع الحرب، ما يسمى في العالم العسكري بنظرية الردع فقال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال : 60]، وهذا أكبر دليل على أن الإسلام هو دين السلم والسلام، وأن أحد أسماء الله تعالى المكرر في القرآن الكريم هو ( السلام ) وأن تحية المسلمين السلام، وأن نهاية الصلاة وهي الركن الثاني الأهم في الإسلام بأن يسلم المصلي بالسلام على من في يمينه ويساره من الإنسان وجميع المخلوقات، أي يعطي العهد بعد هذا الاتصال مع الله تعالى بأنه يكون سلماً وسلاماً ولا يؤذي أحداً إلاّ من باب الدفاع ودرء الضرر والأذى. وبناء على المبادئ الثابتة في القرآن فإن الجهاد في الإسلام ليس خاصاً بالقتال ، بل هو شامل لبذل كل ما في قدرة الإنسان لخدمة الدين والوطن والإنسان، وأن الجهاد بمعنى القتال لا يجوز لأجل الهيمنة والجاه والمال والتعدي، وإنما يجب أن يكون في سبيل الله، وأنه في هذه الحالة للدفاع ودرء العدوان والضرر.العلاقات الانسانية وعلاقة المسلم بالآخروالحق أن القرآن الكريم لخص علاقات الدولة الإسلامية بغيرهم في ثلاث آيات ، وهي : (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة : 7- 9] .