13 سبتمبر 2025

تسجيل

حسن الخاتمة

27 يوليو 2014

الشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت لأعمارنا ومقادير لآجالنا ،فكلما مرَّ يوم ومضى شهر وانقضى عام فإنه يقربنا من آجالنا المحدودة المضروبة ، ففي كل يوم نقترب من الأجل ونبتعد عن الدنيا ، وسيأتي يوم نخرج منه من هذه الدنيا لا بد ما لنا من محيص ولا مفر ، فالموت لا بد أن يشرب منه كل حى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ولن يتمكن أحد من الفرار من الموت صغيراً كان أم كبيراً غنياً أم فقيراً ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) شرب من كأس الموت أكرم خلق الله عند الله تعالى محمد رسوله ومصطفاه وإخوانه النبيون والمرسلون والمسلمون أجمعون في القرون الماضية والكفار والمشركون والطغاة والمعاندون وكل نفس لا بد لها من تجرع الكأس .وما دام الأمر كذلك فمن الفطنة والكياسة أن يحرص على الخروج من الدنيا وهو على طاعة لربه ورضوان وهذا هو حسن الخاتمة .حسن الخاتمة هي أن يموت الإنسان أو يلقى الله تعالى وهو على طاعته ودينه الإسلام وهدى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم والعبرة بالخواتيم : في الحديث الصحيح ( إنما الأعمال بالخواتيم ) يعني أن الاعتبار بما مات عليه العبد .عن سهل بن سعد الساعدي قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم فقال ثم من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس أنه عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها . فعلى أى شئ مات الإنسان ختم له به . في حجة الوداع وقع صحابي من على ناقته فوقصته (داست عليه ) فمات فأمر النبي الناس أن يكفنوه بإحرامه وقال : إنه يُبعث يوم القيامة ملبياً .وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من مات على طاعة وخير بالقبول والجنة فقال ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) . ولذلك نصح أمته إذا أوت إلى فُرشها أن تذكر الله تعالى وتكون على الوضوء وأن تقرأ آية الكرسي وتردد دعاء النوم . " اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت" وأجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة .