19 سبتمبر 2025

تسجيل

الزكاة فريضة الرحمة

27 يوليو 2014

إذا كان هناك من عنوان لفريضة الزكاة غير الفريضة الغائبة، والتي يهملها كثير من الناس فهي فريضة الرحمة، لأنها تنطلق من رحمة الغني على الفقير وصاحب السعة على من ضاقت به الدنيا، وكما هو معلوم، الزكاة هي الركن الثالث في الإسلام، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: "عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا". ولمن لا يعلم، فإن مفردة الزكاة في اللغة تعني البَرَكة والنَّماءُ. والزَّكاةُ الطَّهارةُ. والزَّكاةُ الصَّلاح، والزَّكاةُ صفوةُ الشئ، والزَّكاةُ (شرعاً): حِصّةٌ من المال ونحوه يوجب الشرعُ بذلها للفقراءِ ونحوهم بشروط خاصة. ومصطلح الزكاة مشتق في اللغة العربية من كلمة "زكا"، والتي تعني النماء والطهارة والبركة، وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه،‏ وتقيه الآفات، كما قال ابن تيمية:‏ نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو‏، يَطْهُر ويزيد في المعنى . وتصرف الزكاة ليس فقط للمساكين والمحتاجين كما يظن البعض، وإنما تصرف كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60].وتفصل الوجوه الثمانية كما يلي: الصنف الأول والثاني: الفقراء والمساكين: وهم أهل الحاجة الذين لا يجدون شيئاً، أو يجدون بعض ما يكفيهم، على خلاف بين الفقهاء أيهما أشد حاجة؟ وتفصيل ذلك في كتب الفقه.والصنف الثالث: العاملون على الزكاة: وهم الذين يتولون جمع الزكاة، ولا يشترط فيهم وصف الفقر، بل يعطون منها ولو كانوا أغنياء.الصنف الرابع: المؤلفة قلوبهم، وهم الذين دخلوا في الإسلام حديثاً يعطون من الزكاة تأليفاً لقلوبهم، ومذهب جمهور الفقهاء أن هذا السهم باق لم يسقط على خلاف بين الفقهاء في ذلك. الصنف الخامس: في الرقاب: وهم على ثلاثة أضرب: الأول: المكاتبون المسلمون: فيعانون لفك رقابهم. الثاني: إعتاق الرقيق المسلم.الثالث: الأسرى من المسلمين. الصنف السادس: الغارمون: وهم المدينون العاجزون عن سداد ديونهم على تفصيل لذلك في كتب الفقه.الصنف السابع: في سبيل الله: والمراد بذلك، إعطاء الغزاة المتطوعين للجهاد، وكذا الإنفاق في مصلحة الحرب وكل ما يحتاجه أمر الجهاد.الصنف الثامن: ابن السبيل، وهو المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته، فيعطى ما يوصله إلى بلده.وإذا كان المقال لا يتسع لبيان فضل الزكاة وهي كثيرة، أهمها تطهير النفوس من البخل، والشح فإنها تجلب السعادة، حيث نقل عن باحثين كنديون إن اقتناء مبالغ طائلة من الأموال لا يجعل الإنسان أكثر سعادة، وإن ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين. ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا، إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.وأخيراً هي دعوة للجميع وفي آخر نهار من رمضان أفرادا كانوا أم شركات أن ينفقوا في سبيل الله سبحانه، مما رزقهم الله من فضله، وأن يطهروا أموالهم بالزكاة، فهي فريضة واجبة حقاً وليست تفضلا، وهي حق معلوم للسائل والمحروم، ألا قد بلغت اللهم فاشهد.