13 سبتمبر 2025
تسجيل* وفد سواد بن قارب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. فبعد أن دار بينهما حديث طويل قال عمر رضي الله عنه لسواد: حدثني بحديث كنتُ أشتهي أن أسمعه منك.. فقال سواد: نعم يا أمير المؤمنين.. بينما أنا في إبلي بالسَّراة، وكان لي نَجيُّ من الجن، إذ أتاني في ليلة وأنا كالنائم، فركضني برجله ثم قال: قم يا سواد، فقد ظهر بتهامة نبي يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.. قلت: تَنَحَّ عني فإني ناعس.. فولى عني وهو يقول: عَجِبتُ للجِنِّ وتَبكارِها وشَدّها العيسَ بأَكوارِها تَهوي إلى مكَّةَ تَبغي الهُدى ما مؤمنو الجِنِّ ككُفَّارِها فارحَلْ إلى الصَّفْوَةِ من هاشِمٍ بَينَ روابيها وأَحجارِها * ثم لما كان في الليلة الثانية أتاني فقال مثل ذلك القول، فقلت تَنَحَّ عني فإني ناعس، فولى عني وهو يقول: عَجِبتُ للجِنِّ وتَطرابها وَرَحْلها العيسَ بأَقتابها تَهوي إلى مكَّةَ تبغي الهُدى ما مؤمنو الجِنّ كَكُذَّابها فارحل إلى الصفوةِ من هاشمٍ ليس قُداماها كأَذنابها * ثم أتاني في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، فقلت إني ناعس، فولى عني وهو يقول: عَجِبتُ للجنِّ وإِيجاسِها وَشَدِّها العيسَ بأَحلاسها تَهوي إلى مكةَ تبغي الهُدى ما مؤمنو الجِنَّ كأَرجاسِها فارحلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ واسْمُ بعينيكَ إلى راسها * قال سواد: فلما أصبحت يا أمير المؤمنين أرسلت إلى ناقة من إبلي، فشددت عليها، وأَتَيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وبايعت وأنشأت أقول: أَتاني نَجيِّي بعد هَدْءٍ وَرَقْدَةٍ ولم يَكُ فيما قَد عَهدتُ بكاذِبِ ثَلاثَ ليالٍ قَولُهُ كُلّ ليلةٍ أَتاكَ رسولٌ من لُؤي بن غالِبِ فَشَمَّرتُ عن ذيلي الإِزارِ وأَرْقَلَتْ بي الدِّعلبُ الوجناءُ عَبرَ السَّباسِبِ فأَشهدُ أَنَّ اللهَ لا رَبَّ غيره وأنَّكَ مأمونٌ على كُلِّ غائِبِ وأَنَّكَ أَدنى المُرسلينَ وسيلةً إلى اللهِ يا ابنَ الأَكرَمينَ الأَطايِبِ فَمُرني بما أَحببتَ يا خيرَ مُرْسَلٍ وإنْ كان فيما قلت شَيْبُ الذَّوائِبِ وكُن لي شَفيعاً يومَ لاذُو شَفَاعَةٍ سِواكَ بِمُغْنٍ عن سَواد بن قَارِبِ وسلامتكم...