11 سبتمبر 2025

تسجيل

الخيانة في الخلوة

27 يونيو 2016

من الخيانات التي أودت وتودي بإلهمم وتطيح بالمعالي الخيانة في الخلوات هي تلك الآفات التي يُبتلى بها بعض الناس عندما تغيب عنهم الأنظار ،إنها تلك المخالفات التي يقع فيها كثير من الناس عندما يختلون بأنفسهم ،فلا يُبالون بنظر الله لهم ولا يستحيون منه ، والله أحق أن يستحى منه . ( والله أحق أن يخشوه إن كانوا مؤمنين ) وهي من أعظم الذنوب والأوزار لأن المذنب يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه ،فلا يخشاه ويهمل جانبه ويتقي الناس غاية التقوى .الخلوات يعني عندما يخلو الإنسان مع نفسه ،وتوسوس له النفس الأمارة بالسوء بأن يخون الخزائن أو يرتكب المحرمات ،فيشاهد ما لا يجوز له مما حرم الله من المناظر المحرمة والأفلام الإباحية والسوءات والعورات ،وأسرار أناس غافلين وعوراتهم ويكشف سترهم وغير هذا مما ابتلينا به في هذا الزمان . حذر رسول الله من الذنوب عامة وذنوب الخلوات خصوصاً فقال : لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا . قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا - أظهر مواصفاتهم - أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ؟ قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا . رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني .قد ذمَّ الله تعالى الذين يستخفون بذنوبهم عن الناس يحسبون أنهم آمنون ،فقد غرر بهم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ،فجعلوا الله تعالى أقلَ الناظرين إليهم .يقول الله تعالى : يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا