19 سبتمبر 2025

تسجيل

رحيل كاميرون..وبقاء الأسد

27 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" عن عزمه تقديم استقالته قائلا: إن بريطانيا بحاجة إلى قادة جدد. وجاء هذا التصريح بعد أن فشل "كاميرون" وحزبه في إقناع المواطن البريطاني بأهمية بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، مما اعتبره "كاميرون" فشلا في القدرة على إقناع الناخبين بقدرته على إدارة ملفات مهمة تتعلق ببلادهم.وهذا الأمر ليس بغريب على العديد من قادة الغرب ورؤساء أحزابهم، فهم يقرّون بالهزيمة، ويرحلون بسلام دون ضجة كبرى.فيرحل الشخص، ويبقى الوطن. لكن في كثير من بلادنا العربية، البقاء للفرد أو الحزب على حساب الشعب والوطن.عندما أعلنت بعض الشعوب العربية إرادتها في إزاحة أنظمة حكمتها لسنوات ظلما وقهرا، كانت النتيجة شلالات من الدماء.وعندما تُجرى انتخابات نزيهة، وتظهر نتائجها بوصول أصحاب التوجهات الإسلامية أو الوطنية التي لا تبيع ضميرها للغرب، ولا تتآمر على أوطانها، يتم إسقاطها أو الانقلاب عليها أو إقصائها، من مثل تونس وليبيا ومصر وفلسطين.في سوريا طالب الشعب -بداية- بأهمية إجراء إصلاحات شاملة وتحقيق العدالة، ثم تعرض الناس إلى القتل والتعذيب والاعتداء على الأعراض، فحملوا السلاح دفاعا عن حرماتهم.وبرغم القتال المستمر وعشرات الآلاف من القتلي ومئات الآلاف من الجرحى، وملايين المشردين، إلا أن رأس النظام وحزبه لا يزال متمسكا في كرسيه!! ولولا الدعم الذي يجده النظام من روسيا وإيران وميليشيا حزب الله، ولولا التخاذل الدولي بالصمت عن الجرائم الإنسانية التي تُرتكب ضد الشعب السوري - والتي وصلت إلى حد استخدام القوات الروسية الأسلحة المحرمة دوليا من مثل: العنقودية والفسفورية والحرارية - لولا كل هذا الدعم لسقط النظام من زمن بعيد.لماذا الشعوب العربية محرومة من تقرير مصيرها، واختيار من يمثلها؟ ولماذا عندما يسمح بإجراء انتخابات نزيهة وتأتي بنتائج لا ترضي الغرب يتم التآمر عليها وإسقاطها، وإفشال تجربتها؟أجزم بأن الدول الغربية لا تريد الخير للعرب والمسلمين، وإنما ينظرون إلى بلادنا على أنها مصادر للثروات الطبيعية التي تستغل من أجل تشغيل مصانعهم وتقوية اقتصادهم.وأن أي دولة - ذات ثروة طبيعية - أو موقع استراتيجي لا بد وأن تسير قيادتها تحت الإمرة الغربية، وإلا فإنه سيتم التآمر عليها وإسقاطها، والإتيان بمن يقدم الولاء والطاعة لها.أعتقد أن معظم دولنا العربية تتعرض للابتزاز الغربي المستمر، وأفضل ما يتم مواجهتهم به هو تقوية الصف الداخلي والترابط بين الشعوب والقادة.ولا يتم ذلك إلا بتحقيق العدالة بين الناس ورفع الظلم، وبإتاحة الفرصة للمشاركة الشعبية في إبداء الآراء حول مصلحة البلاد، وأن يختار الشعب من يمثله في المجالس النيابية بكل حرية حتى يكون مسؤولا عن نتيجة اختياراته في المستقبل. كاميرون وأردوغان من آخر تصريحات رئيس الوزراء البريطاني "كاميرون" قبل إجراء الاستفتاء، قوله: إن تركيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 3000.وبعد هذا التصريح بأيام صوّت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فأصبح "كاميرون" نفسه وبلاده خارج الاتحاد.وهو ما دفع الرئيس التركي "أردوغان" للقول في إحدى المناسبات الرسمية بعد الاستفتاء موجها خطابه لكاميرون: "هيا، تفضل، يبدو أنك لم تستطع الصمود لثلاثة أيام". فسبحان مقلب الأحوال ومدبر الأكوان.