14 سبتمبر 2025
تسجيل* من الشعراء العذريين الذين ذاع صيتهم الشاعر جميل بن معمر العذري الذي توفي سنة 82 هـ، واشتهر بحبه لابنة عمه بثينة، فَعُرَف بجميل بثينة في كتب الأدب العربي.ومما يُروى عن كيفية التقاء جميل ببثينة: أنهما كانا يقيمان في وادي القرى، وذهب جميل ذات يوم يرعى الإبل على سفح وادي بغيض، وهو ولد صغير، إذ ببثينة ترشق الإبل بالحصى فغضب جميل وسَبَّها، فردت عليه بسباب أشنع وأفظع.. فكان هذا السباب أول طريق للمودة بينهما.. وقد ذكر ذلك جميل في شعره حيث قال:وَأَوَّلُ ما قادَ المَوَدَّةَ بيننابوادي بَغيضٍ يا بُثَيْنَ سِبابُوقلنا لها قولاً فجاءَتْ بمثلِهِلكُلِّ كلامٍ يا بُثَيْنَ جَوَابُ* ومن قصائد جميل في بثينة بعد أن صرمت حبله ووصاله إثر سعي الواشين بينهما هذه القصيدة التي يقول فيها:لقد فَرِحَ الواشونَ أَنْ صَرَمَتْ حَبليبُثَيْنَةُ أَوْ أَبْدَتْ لنا جانبَ البُخْلِيَقولونَ مَهلاً يا جميلُ وإنَّنيلأُقْسِمُ مالي عن بُثينةَ من مَهْلِأَحِلماً، فقبلَ اليومِ كان أَوانُهُأَم أَخشى، فقبلَ اليومِ أُوعدتُ بالقَتْلِ؟إذا ما تَراجَعنا الذي كانَ بينناجَرَى الدمعُ من عينَي بُثينةَ بالكُحْلِولو تَرَكَتْ عَقلي معي ما طلبتُهاولكن طِلابيها لما فاتَ من عَقليفيا وَيحَ نَفسي حَسْبُ نفسي الذي بهاويا وَيحَ أَهلي، ما أُصيبَ بِهِ أَهليخَليليَّ فيما عشتُما هل رأيتماقَتيلاً بَكَى من حُبِّ قاتِلِهِ قَبلي؟* ونصح بعض أصدقاء جميل بأن يرحل بعض الوقت بحثاً عن الثروة والمال، فقال وهو يزمع السفر إلى مصر:أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَّبَابِ جديدُودَهراً تَوَلَّى يا بُثَيْنَ يَعودُفَنَبقَى كما كُنَّا نكونُ وأَنتموقريبٌ، وإِذْ ما تَبْذُلينَ زَهيدُوما أَنْسَ مِ الأشياء لا أَنْسَ قولَهاوقد قُرِّبَتْ نِضْوي: أَمِصْرَ تُريدُ؟ولا قَولهَا لولا العيونُ التي تَرَىأَتَيْتُكَ فاعذرني فَدْتْكَ جُدودُ* من أشعاره الذائعة في بثينة قوله:حَلَّتْ بُثَيْنَةُ من قَلبي بمنزلَةٍبينَ الجَوانحِ لَمْ يَنزِلْ بها أَحَدُصادَتْ فؤادي بِعَيْنَيها وَمُبْتَسَمٍكأنَّهُ حينَ أَبْدَتْهُ لنا بَرَدُعَذْب كَأَنَّ ذَكيَّ المِسْكِ خَالَطَهُوالزَّنْجَبيلُ وماءُ المُزْنِ والشَّهَدُهَيفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةًتَمَّتْ فليس يُرَى في خَلْقِها أَوَدُوسلامتكم...