12 سبتمبر 2025

تسجيل

صابر محتسب

27 يونيو 2015

إن تحري الصدق في جميع المواقف يدفع عن المجتمع المسلم غائلة الظنون لتبقى الحقائق راسخة لا يغشاها ظن أو ريب ما دامت عادة الخلق تسود سلوك أفراده فيكونوا خير البرية، فالشرع المجيد لا يؤسس أحكامه على الظن الواهم، بل يحتم وضوح الحقائق، وهو بهذا يرسي للمجتمع الإنساني الأسس التربوية والأخلاقية التي تضمن أن تسير فيه الحياة في ثبات واستقرار، فإن عادة الصدق دعامة أساسية في خلق المسلم وصبغة دائمة ثابتة في سلوكه علاوة على قوة إيمانه ويقينه. وأما الكذب فهو رذيلة تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس كل كذاب أشر كما تنبئ عن سلوك معوج شاذ، وحيث إن البر كلمة جامعة لأبواب الخير والفضل، لذلك فإن الصدق من أسباب البركة في المعاملات وأن الكذب والغش من أسباب محقها، فالإسلام يدعو الناس إلى كل خير لما فيه من صلاح حياتهم الدنيا وسعادتهم في الآخرة وإننا في هذا الشهر العظيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فرض الله علينا صيامه وأمرنا أن نكثر فيه من الطاعات، فهو يدربنا على الصبر والذي يجب علينا جميعا أن نتواصى به والنصح له والحرص على تقوى الله في جميع الأمور، لأن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة وصفاء القلوب وصلاح المجتمع.فالصبر صفة يتسم بها المسلمون وتعتبر من صفاتهم وأخلاقهم التي يتسمون بها عن غيرهم والصبر يكون في جميع وجهات الحياة اليومية ونحتاج إليه في الحياة لكي نعيش بهدوء وعقلانية وحياة خالية من المشاكل والصبر متعلق بالإيمان، لذلك ينال المرء عليه الأجر والثواب، فمن غمر قلبه الإيمان تزين بالصبر، لأن هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسان ذا مكانة عالية وعظيمة يتزين بالوقار والاتزان والحكمة ويعطي الإنسان الهيبة واحترام الآخرين له، فالصبر صفة من صفات الأنبياء، الصبر هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع وهو حبس النفس وقهرها على مكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه وهو عادة الأنبياء والمتقين وحلية أولياء الله المخلصين، وهو من أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقل معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب والصبر ضياء، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور وعندما نتكلم عن الصبر، فإننا نتكلم عن نصف الإيمان وعن مبدأ أساسي من مبادئ ديننا والذي يساعدنا على الصبر هو فهم قيمته ومعرفته، لأن الله فرض علينا الفرائض ليزكي أنفسنا فهذا رمضان الذي أوجب الله علينا صيامه والصيام يدربنا على الصبر وضبط النفس وقوة التحمل فمن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبر على أذى المشركين رغم أنه قادر على الدعاء عليهم بالهلاك ولكنه فضل أن يصبر عليهم رغبة في نيل الأجر من الله تعالى ورغبة في إسلامهم أو إسلام أبنائهم من بعدهم، علينا الاقتداء برسولنا في الصبر والتحمل لكي ننال الأجر والثواب، فالصبر على البلاء أو على المصائب أو على الإيذاء من الآخرين أو على أي شيء يحتاج منا إلى صبر، فإننا بصبرنا ننال الأجر والثواب إن شاء الله، كذلك الصبر على ضيق الحياة وعسرها مثل أن يكون الإنسان فقيرا، فعليه أن يصبر على ما قسمه الله له ولا يشكو إلى الناس وإنما يصبر ويشكو حاله إلى الله وعليه أن يصبر كما صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.ومن أنواع الصبر المحمودة والتي يؤجر عليها المرء الصبر على طاعة الله تعالى لأن الطاعات تحتاج من الإنسان إلى بذل الجهد في القيام بها وأدائها على أكمل وجه مثل أداء الصلوات في أوقاتها وغيرها من الطاعات التي تحتاج إلى صبر وعزيمة في القيام بها، لذا يحتاج المسلم إلى الصبر العظيم والإرادة القوية لعدم الوقوع في المعصية.