01 نوفمبر 2025
تسجيلشهر رمضان المبارك الذي يزورنا هذه الأيام ويوسم شخصياتنا بتقوى فريدة مستمدة من الروحانية العالية التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل. شهر رمضان المبارك يغير الكثير من أسلوب حياتنا اليومي ليكون شهراً مميزاً نترقبه دون بقية أشهر السنة شوقاً أو ربما شفقة من تفاصيل اعتدنا عليها ونضطر إلى تغييرها، شهر رمضان يحمل لكل منا ذكريات خاصة جداً، عن آباء وأمهات وأحباب كانوا يوماً ملء القلب والعين وأضحوا ذكرى تأبى النسيان.في شهر رمضان قد تنكأ جروح، تجاهلنا الإحساس بها في أيام لهونا وغفلتنا، لكن هيهات لنا الآن أن لا نشعر بمعاناة فقير أو محتاج أو شعوب تئن تحت وطأة الإرهاب والحروب والفتن والجوع، وإن كنا ننعم في بلادنا العزيزة قطر بالأمن والأمان ونعيش بأزهى عصورها، إلا إننا لا نملك أن لا نحزن لشعوب شقيقة وعزيزة تفتك بها النوائب والخطوب وتعاني مخاضات عسيرة، فسوريا التي لا تبدو لها نهاية تلوح في الأفق لحرب أهلية أتت على البلاد والعباد وأهلكت الحرث والنسل. والعراق الذي يستمر في المعاناة ولما يزيد عن عقد من الزمن من فقدان الأمن، والإرهاب الذي يحصد من أبنائه يومياً ويروّع أهله ويقض مضاجعهم، بعد أن عانى لثلاثة عقود من الحروب والدكتاتورية. وحتى لبنان الذي اكتوى بحرب أهلية ضروس لا يبدو بعيداً عن الانجرار إلى أتون صراعات جديدة. كما تبدو الطائفية البغيضة التي خرجت من نفق مظلم في أبشع صورها لتفرق بين أبناء الوطن الواحد في أكثر من دولة عربية وإسلامية. ويستمر شعب غزة المحاصرة وفلسطين السليبة في المعاناة المريعة لحقب طويلة من عمر الزمن. ولا تنتهي مصائب أهل الصومال من الاقتتال الداخلي والمجاعة، كما يستمر السودان في محاولة لملمة جروح لم تبرأ بعد من انفصال الجنوب والتمرد في دارفور، وفي أفغانستان وميانمار وغيرها من بلاد المسلمين تستمر معاناة الأبرياء ولا يبدو الفرج قريب منهم. أعان الله المسلمين في كل مكان وفرج كربهم وأزال همهم.ورمضان مبارك.