11 سبتمبر 2025
تسجيلمر هذان اليومان ممزوجين ومليئين بمختلف المشاعر للحظات تاريخية لم نتوقعها، بل إنها تحدث لأول مرة في تاريخ الأمة، وإن حدثت من قبل في تاريخ قطر. فقد تنازل الشيخ عبدالله الذي تسلم الحكم في عام 1900م، عن الحكم لابنه الأكبرالشيخ علي (36 سنة) في 9/9/1949م، فالأمر ليس بجديد أن يسلم أب لابنه مقاليد الحكم. هدوء تملكنا مترقبين ومنتظرين ما سيقال، وكنا بين الحلم والواقع. لقد هزتنا رؤيتك قبل أن تنطق شفتاك، وأبكانا موقفك وشجاعتك، وأدمعت قلوبنا كلماتك المباشرة واعتزازك بنا، قال الحسن البصري: "الإمام العادل كالأب الحاني على ولده، يسعى لهم صغارا ويعلمهم كبارا.." هذا هو أنت يا سيدي صاحب السمو حفظك الله. كلمتك كانت كلمة الوطن للشعب، كلمة الأمير لمواطنية، المحب لمحبيه، جاءت من أب حنون لأبناء بارين أحبوه. أثلجت صدورنا بقولك: "لن أنسى ما حييت وقفتكم يا أبناء وطني" وكيف لنا أن ننسى يا صاحب السمو تفانيك بالعمل من أجل رفعة الوطن والمواطن، وكيف ننسى ما نعيشه اليوم بفضل الله ثم بفضل سموكم من أمن وأمان ورخاء. لله درك من أمير كريم أكرم شعبه وأوفى بوعده. وقد أديت الأمانة وأوفيت بكل ما قلت يا بطل الأمة. سطرت لنا أقوال سموك واقعا، وشملت تغيرات وتطورات ورفعة للوطن والمواطن، والتنمية والتعليم والشورى والديمقراطية، حتى الأمة الإسلامية حملت همها. لله درك يا بطل هذه الأمة، لم يقدر الحكام على مجاراتك يا أميرنا "لم أسع لهذا المنصب حبا فيه، فهو مسؤولية وأمانة ثقيلة، أسأل الله أن يعينني." قلتها عند استلامك للسلطة في 1995م وصدقت بها، وقد كفيت ووفيت بحمل الأمانة، فرفعت من شأن بلادنا عاليا، وعززت مواطنيك أعزك الله ورفع قدرك بالآخرة، وها هو يتجلى صدق سموك الكريم بتسليم مقاليد الحكم لولي عهدك غير آبه إلا بمصلحة البلد والمواطن، وقد تحملت عناء المسؤولية وصبرت عليها، وأخلصت فيها وأديت الأمانة على أكمل وجه. وجئت لتعيد ماقلته: "والله يعلم أني ما أردت السلطة غاية في حد ذاتها ولا سعيت لها من دوافع شخصية، بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر إلى مرحلة جديدة" لله درك من أمير لم يأت من هو مثلك بعد. قلت: "إن المواطن القطري يحتل مكان الصدارة فيما يتعلق بأهداف وغايات خطتنا الشاملة" لذا جعلتنا من أولوياتكم ورفعت من قدرنا وعرفت شعوب العالم بقطر ومواطنيها، وجعلت لنا مكانة رفيعة الكل يحسدنا عليها، سلمت يا حمدنا. "إنني أعاهدكم على أن أبذل كل ما أستطيع من جهد لرفعة هذا الوطن وتقدمه ورفاهة مواطنية" كفيت ووفيت بكل ما عاهدتنا. "إن وضع القواعد الصلبة لاقتصاد وطني قوي سيحقق لمواطنينا ما ننشده من مستوى معيشي مرتفع للحاضر والمستقبل" سلمت يا أميرنا. "إن التنمية الشاملة هي هدفنا الأساسي لتحقيق التقدم لبلادنا والرخاء لشعبنا" "إن دولة قطر تتجه نحو دعم الاقتصاد وتنويعه والارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعيه". "إن دولة قطر عازمة على تطوير النظام التعليمي والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والنظام الدستوري". "إن ما ننشده لبلادنا من تقدم ورفعة مرهون بقدراتنا"، وقد حققت الكثير لبلادنا، لم يحب حاكم الخير لشعبه كما أحببته لنا، أتعبت حكام العرب يا والدنا. "إن الفكر والابداع لا يزدهر الا في ظل مناخ يكفل حرية التعبير ولا يضع قيوداً على الفكر" صدقت سموك فيما قلت ولتحقيق ذلك فقد ألغيت وزارة الإعلام في خطوة غير مسبوقة بالعالم العربي، وحررت الصحافة، وأوجدت قناة الجزيرة التي تحولت لمتنفس لجميع الشعوب العربية. *"إن تصميمنا على تطوير روح المشاركة الشعبية في صنع وتحمل المسؤولية هو تصميم ثابت لا تراجع عنه" بهكذا أحييت الحماس في قلوبنا يا أميرنا. *"إننا نعمل لتحقيق انطلاقة تشريعية تحرر العمل الحكومي والنشاط الخاص من كل المعوقات" سلمت يا أميرنا. حققت ما قلته يا أميرنا، فشعبك في رخاء ولله الحمد، ووطنك في ازدهار وارتقاء بفضل حنكة سموك وإخلاصك وحبك لوطنك ومواطنيك، وزينت هذا كله بالأمن والأمان، سلمت يا بطل أمتنا العربية. حملت همنا ولم تنس الأمة العربية والإسلامية بهمومها ومصائبها، بل شملت يدك الكريمة شعوب العالم البائس، دافعت وناصرت الضعفاء في كل مكان، ساعدت الشعوب المنكوبة، أحللت السلام بين الشعوب، وكنت واسطة الخير والمحبة والسلام، سلمت يا شيخنا، تفوقت على حكام العرب وحصدت حب شعبك وحب الشعوب العربية. وها نحن نأتي مع سموك لنهاية الختام، وقلوبنا حزينة على فراقك، وسعيدة بأنك راض به، وقد تركت لنا شبلا ربته يداك على الدين والتقوى ثم حب الوطن والمواطنين، فمرحبا بمن أحببت لنا، واخترته لنا ليكمل مشواركم الطيب، ونحن على نفس العهد والولاء. همسة لقلب سموك لتعلم حفظك الله ان إخلاصك لوطنك ومواطنيك، وإفراحك لهم وتيسير أمورهم، والرفاهية التي نعيشها، والازدهار الذي يشهده بلدنا، وغلاف الأمن والأمان الذي نحاط به، قد جعل لك حبا دفينا في قلوبنا، ووفاء لا حدود له، ولا نملك إلا الدعاء لك بالخير بالدنيا والآخرة ولن ينقطع بإذن الله، ثق يا أميرنا أننا على عهدك نسير، وعلى رؤيتك نمضي حبا لله ثم الوطن ثم الأمير، ولأميرنا الجديد الولاء والسمع والطاعة. دمتم في حفظ الله ورعايته.