13 سبتمبر 2025

تسجيل

السياحة كقوة محركة من أجل التغيير البيئي (1 — 3)

27 يونيو 2012

1 — السياحة قوة اقتصادية واجتماعية لا يستهان بها في العالم، وقد ترتبت على حجمها الحالي ونموها المستقبلي المحتمل تداعيات خطيرة بالنسبة للبيئة المحلية والبيئة العالمية. ففي عام 2004 كان هناك 760 مليون سائح دولي. وتشير توقعات منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية إلى تضاعف هذا العدد بحلول عام 2020. وتتعلق هذه الأرقام بالرحلات الدولية، وفي معظم البلدان ومن المعتقد حالياً أن السياحة تخلق 215 مليون وظيفة (8.1 في المائة من إجمالي الوظائف في العالم). 2 — وتشير الاتجاهات والتوقعات الأخيرة إلى انتشار السياحة إلى مقاصد جديدة. ومن الناحية التناسبية، سوف تنمو السياحة إلى البلدان الأقل تقدماً بأسرع منها إلى البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة خلال السنوات العشر القادمة، ويوجد الآن اهتمام سوقي متنام بالسياحة الريفية وسياحة الأنشطة مقارنة بسياحة المنتجعات التقليدية. وعلى الرغم من أن هذا من شأنه أن يخلق فرصاً للنمو الاقتصادي والتخفيف من حدة الفقر، فإنه يحدث أيضاً تأثيرات بيئية ناجمة عن السياحة في المناطق التي قد تكون ظلت غير متأثرة بنمو السياحة حتى الآن. 3 — وبالإضافة إلى نمو السياحة الفوار، فإن هناك سبباً آخر لتوجيه اهتمام خاص إلى السياحة داخل سياق السياسات العامة البيئية هو تلك العلاقة الخاصة المتبادلة بين صناعة السياحة والبيئة. فعلى خلاف معظم الأنشطة الاقتصادية الأخرى، يعتمد ازدهار صناعة السياحة ذاته بشدة على نوعية البيئة. ذلك أن السياح يبحثون بصورة متزايدة عن الأماكن الجذابة غير الملوثة لكي يقوموا بزيارتها، كما أن الانخراط في السياحة يمكن أن يجعل السكان المحليين كذلك أكثر إدراكاً للحاجة إلى الحفاظ على البيئة. وكما أن البيئة المرتفعة الجودة جزء رئيسي من المنتج السياحي، فيمكن للسياحة أن تكون حليفاً لعملية حفظ البيئة وقوة اقتصادية وسياسية داعمة لها. ومن الملاحظ عن دور السياحة في صون التنوع البيولوجي: إن السياحة صناعة تعتمد على التنوع البيولوجي، وتتأثر في حد ذاتها بتغير المناخ والتغير البيئي. فموجات الحرارة (مثل تلك التي حدثت في الصيف الأوروبي لعام 2003)، والتغييرات في شدة العواصف المدارية (كإعصار كاترينا مثلاً)، وتدهور موارد السياحة الرئيسية كالشعاب المرجانية (عن طريق حوادث التبييض مثلاً التي حدثت في عام 1998)، ونقص نزول الثلوج، وحرائق الغابات (مثل ما حدث في البرتغال في عام 2005)، والقيود المفروضة على استخدام المياه، تعتبر كلها أمثلة لكيفية تأثير التغير البيئي، لا سيما تقلب المناخ، على المقاصد السياحية وخبرات الإجازات. وتعتمد السياحة على نظام إيكولوجي لم تمتد إليه يد التغيير ومن ثم يكون للاستعداد للكوارث البيئية وإدارتها أهمية خاصة بالنسبة لتعرض الكثير من المقاصد السياحية للكوارث الطبيعية (تسونامي مثلاً... الخ). ومما لا شك فيه يعتبر التخطيط لاستخدام الأراضي والتحكم في تنمية السياحة عنصراً أساسياً في تلافي خسارة التنوع البيولوجي. وتشير المبادئ التوجيهية بشأن التنوع البيولوجي وتنمية السياحة في اتفاقية التنوع البيولوجي التي اعتمدها مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي عام 2004 إلى نهج منتظم لتقييم تطورات السياحة في المناطق الحساسة. وينبغي اتباع هذه المبادئ التوجيهية في تقييم واقتراح تدابير للتخفيف من حدة آثار أي تنمية للسياحة في المناطق التي يرتفع فيها التنوع البيولوجي داخل أو خارج المناطق المحمية. ويمكن أن تركز السياسات المؤثرة في سلوك السياح على تحسين تدابير إدارة الزوار (بحسب كل موقع) والأنشطة التعليمية، ووضع مدونات سلوك وقواعد تنظيمية، حيثما يكون ذلك ملائماً.