28 أكتوبر 2025

تسجيل

نظرة حول أوقاف الشيخ ثاني والشيخ فيصل

27 يونيو 2011

التوجه الوقفي القطري يشق طريقه إلى الامام بقدم راسخة وأنفاس متجددة ومبهرة معلنا عن مرحلة جديدة للوقف الاسلامي والإنساني عموما (مع تقديرنا للمبادرات الوقفية الغربية والامريكية تحديدا) وذلك لما يمتاز به الوقف الاسلامي ولا يتوافر في غيره من منطلقات عدة في مقدمتها البعد الغيبي والسعي للأجر الاخروي فقد جاء إعلان سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني عن وقفية تقدر بأكثر من 605 ملايين سهم لله تعالى وقبلها وقفية سعادة الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني عن وقفية تقدر قيمتها بمليار ريال مشروطة بمجالات عدة في مقدمتها التعليم، فقد جاء ذلك كله مستبشرا بمرحلة جديدة في العمل الوقفي القطري الذي صار يشار إليه بالبنان إقليميا ودوليا. وإذا أردنا ان ندرس هذا الحدث العظيم بمعنى الكلمة يجب ألا نغفل الخلفيات الفكرية والواقعية لهذه التوجهات الكريمة التي دون أدنى شك تنبع من سلسبيل النجاح المتحقق على صعيد المؤسسة الوقفية القطرية ممثلة بالإدارة العامة للأوقاف في مختلف أطوارها التاريخية منذ ان كانت إدارة من ادارات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ثم تحولها الى هيئة مستقلة واخيرا عودتها إلى احضان الوزارة بمسمى الادارة العامة للاوقاف. فالنجاحات المتحققة على مستوى الاوقاف القطرية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي على الصعيد التثقيفي والاعلامي وهكذا الصعيد الاستثماري والصرف من الريع الوقفي طبقا لشروط الواقفين.. أسهم كل ذلك في ايجاد وعي وقفي شعبي مما انعكس في الزيادة الملفتة للاوقاف في الدولة فطبقا لاحصائية 2010 — 2011 استقبلت الادارة العامة للاوقاف وقفية جديدة بمعدل كل اربعة ايام وهي نسب لا مثيل لها في العصر الحديث بالعمل الوقفي الاسلامي. وهكذا تنبه القيادة الرشيدة وتوجهها نحو تبني مشاريع وقفية عدة خاصة في مجالي التعليم والصحة وتخصيص وقفية للقدس وأخرى للشباب تحت عنوان "صلتك" وغيرها العديد من الاعمال والمنجزات التي تحتاج إلى أسفار لتناولها. ولا بد من الاشارة إلى أن وقفية الشيخ ثاني جاءت مؤصلة للفكر الوقفي الذي يجعل الفقر والحاجة جبهة للمواجهة والتصدي.. ناهيك عن كون الفقر مجالا واسعا للاسهام على مختلف الاصعدة في المجتمع المسلم محليا وخارجيا.. لا نملك سوى ان نهنئ سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني وسعادة الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني على هذه المبادرات الكريمة.. ونقول هنيئا لكم هذا التوجه الكريم الذي نأمل ان يضع الاوقاف الاسلامية في صدارة العمل الخيري العالمي وهكذا إحياء الثقافة الوقفية في المجتمع المسلم بكل مكان.