30 أكتوبر 2025
تسجيلما نراه من قصف مدفعي بنيران كثيفة وقصف بالطائرات وقتل ودماء بين أبناء الشعب في كل من اليمن وليبيا وسوريا الذين انقسموا فرقيتن فرقة تطالب بعزل الحاكم وفرقة تدافع عنه تكاد تقتلني حزنا وكمدا وأيا كان الحق مع أيهما وأيا كانت الشرعية مع ايهما فهذا لا يجوز، أليس في عقل من يدافع عن كرسي لشخص مهما كبر وعلا شأنه انه يزهق أرواح مئات بل آلاف الأشخاص من اجل فرد تمسك حتى الموت بكرسيه وهو من ظل قابعا عليه عشرات السنين وأسأل كل جندي يقتل احد الثوار وهو معتقد في قرارة ذاته انه يدافع عن الحق والشرعية: ألا تعرف وتؤمن انك تدافع عن باطل وعن شخص لا يهمه دمك إن سال؟ عن شخص تجبر وبغى ورأى الناس ?تقتل بعضها ولم يحرك ساكنا؟ ?ورغم أن البعض يتمسك بآراء فقهية تدعو إلى عدم الخروج على الحاكم حتى وان كان ظالما وهذا ما لا يقبله عقل أو منطق ونحن نرى الدمار ونرى عواصم عربية عظيمة وراسخة تدك وتفجر بقنابلنا وبطائراتنا نحن وليس بيد غريب او محتل ويرى الدكتور رأفت عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر أن هناك قضايا كثيرة استجدت لم تكن في عصر العلماء الأوائل أهمها الحرية، وحقوق الإنسان، فما يكتب في الفقه السياسي قليل جدا، وفي الغالب ما تكون رسائل علمية وأكاديمية، والمطلوب أن تكون هناك كتابات تعرض في المكتبات العامة حتى نشيع الفكر الديمقراطي الإسلامي. فديننا ليس استبداديا ولا كهنوتيا وإنما هو دين ودنيا، يحترم حقوق الأفراد ويوجب على الحاكم أن يكون في خدمة الشعب، فنحن نقول إن الإسلام نظم الدنيا كما نظم الدين، ولا بد من وجود الكتابات التي تبرز هذا الجانب، خصوصا أمام الغرب الذي يسم كثير من مستشرقيه النظام الإسلامي بالاستبدادي والديكتاتوري، ويزعمون أن الحاكم في الإسلام ليس خاضعا للمراقبة أو الحساب، وهذا كلام مرفوض علميا وإسلاميا. ويؤكد الدكتور عثمان على عدة نقاط يراها بأنها كفيلة بإخراجنا من تلك الأزمة التي تعصف بدول اليمن وليبيا وسوريا — أولاً: أن يكون الحاكم باختيار أهل الحل والعقد الممثلين للأمة وصفوتها؛ لأن ما يخالف هذا فهو غير إسلامي. ثانيا: أن نكون أحرارا في اختيار من هو أحق بتمثيل الأمة. ثالثا: أن تنشأ آليات لعزل الحاكم إذا استبد بالأمر بعيدا عن الثورات وإسالة الدماء، فقديما كانت آليات عزل الحاكم بحسب الطبيعة البسيطة للمجتمع. ويؤكد الدكتور عثمان أن الحاكم إذا استبد وحاد بطريق الرياسة عن مسارها الطبيعي، الذي هو مصلحة الشعب فلا بد أن نعلن عزله إذا أمنت الفتنة، وهذا هو الفكر المعاصر، فلا يوجد اعتراف بحكم القوة والغلبة وقيام أي جيش بعزل حاكم والحكم بالقوة؛ لأن القوة غير مأمونة الجوانب في كل الأحوال، فالتجارب التي حدثت في تاريخ الثورات بالقوة أدت إلى نكبات في تاريخ الشعوب. — معنى الفتنة إسالة الدماء الكثيرة فهل يمكن أن تستبدل حاكما بآخر، ويكون الثمن إسالة دماء الشعب هذا ضرره أشد من الفائدة الناتجة عنه. إسالة الدماء في الإسلام أمر ممقوت جدا؛ فالإسلام ليس تواقا لإسالة الدماء في أي شيء حتى في العقوبات فهو يدرؤها بالشبهات، فإذا وجد عزل سلمي للحاكم المستبد يكون دون إسالة للدماء فهو مباح شرعا كما هو موجود في الدول الغربية. وأنا أسأل نفسي دائما هل المسلمون عاجزون عن أن يجعلوا بلادهم تعيش بحرية وديمقراطية الغرب؟ هذا شيء مؤسف جدا أن نصل إلى هذه الحالة، فإذا كانت إسالته للدماء لا تستطيع أن توقفها عند حد، هنا يجب تغييره، وهذا شأن الثورات، فمعنى إسالة الدماء أن تكون ثورة مسلحة إما بطريق الجيش أو الشعب. وأخيرا أود أن اذكر من يزال يدافع عن كرسيه ولم يتركه طواعية لان فئة من شعبه لا يريدونه حاكما عليه بحديث النبى صلى الله عليه وسلم "أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة الدماء" وهى دعوة لكل من يمسك سلاحا الآن ويقتل ابن دينه وابن وطنه من اجل شخص، اتق الله في وطنك وناسك واهلك واتق الله الذي ستعرض عليه يوم الحساب ويسألك من اجل من قتلت من اجل من سفكت دماء ساعتها سيكون الندم وقت لا ينفع الندم وسلامتكم. [email protected]