12 سبتمبر 2025
تسجيلكنت أقرأ دائماً عن قصص أشخاص يراسلون الملكة إليزابيث ويجدون تفاعلاً منها، وكنت أتساءل كيف لملكة مشغولة جداً بارتباطاتها أن تقرأ رسائل محبيها وترد عليهم وتتفاعل مع تعليقاتهم وقصصهم، فقررت أن أجرب بنفسي وسهرت في إحدى الليالي أكتب لها رسالة طويلة تحمل لها كل الحب والاحترام، وذهبت في الصباح إلى مكتب البريد البريطاني لأرسلها، فوجدت نظرة غريبة على وجه موظف البريد تحمل بعضاً من السخرية عندما رأى رسالة تحمل اسم الملكة وعنوانها في قصر بكنغهام، ولكن قررت إرسالها على أي حال، لأني لا أمانع التعرض للرفض أو التجاهل، ولكني أمانع ألا أحاول أو أجرب ما أود فعله. بعد مرور شهر على إرسال الرسالة، استيقظت في صباح أحد الأيام فوجدت ساعي البريد يحمل رسالة ملكية عند باب منزلي في المملكة المتحدة عليها اسمي وختم من قصر بكنغهام، فطرت فرحاً وقمت بفتحها فوراً فوجدت رسالة طويلة كتبتها سكرتيرة الملكة إليزابيث، تحكي فيها عن اهتمام الملكة برسالتي وسعادتها بكلماتي وتواصلي معها، وأنها تأثرت جداً بها وتتمنى لي كل التوفيق وتشكرني على وقتي لكتابة الرسالة لها. لقد كنت احترم الملكة إليزابيث كثيراً على إنجازاتها وشخصيتها الجميلة وتواضعها، ولكن اليوم استطيع القول إني متأكدة جداً من أنها تستحق كل هذا الاحترام، فكيف بملكة عظيمة تقرأ رسالة مواطنة قطرية تعيش في مملكتها الجميلة وترد عليها بكل تواضع واحترام واهتمام في نفس الوقت، تذكرت رسائلي للكثير من الوزراء والمسؤولين في الدولة الذين أرسلت لهم اقتراحاتي وآرائي ومرت السنون والشهور ولم أر منهم حتى رداً أتوماتيكياً يخبرني بأنهم قرأوها أو اهتموا بها، فالمسؤول العربي يعتقد أن تجاهله للناس يثبت أنه مشغول ويؤكد أنه شخصية مهمة جداً في المجتمع، ولا يعلم أن قيمته في تواضعه وتواصله مع الجميع. هناك فرق كبير بين ملكة ترد على رسائلها ومسؤول قسم لا يرد حتى على إيميلات موظفيه في الشركة! في شهر فبراير ٢٠١٤ التقيت سمو الأمير وأخي الكبير تميم بن حمد آل ثاني في لندن ورأيت فيه كل التواضع والاحترام، وفي شهر مايو ٢٠١٤ وصلتني رسالة من الملكة إليزابيث فيها كل الحب والاهتمام. أتمنى من كل مسؤول عربي التعلم من هذه الشخصيات الرائعة، وتطبيق تصرفاتهم الجميلة والنبيلة مع جميع الناس، فالتواضع من شيم الكبار، والتكبر من شيم الصغار.