13 سبتمبر 2025

تسجيل

سمعة أبو ضحكة جنان

27 مايو 2013

يوم 24 مايو .. حلت ذكرى وفاة الفنان الكبير إسماعيل ياسين .. الشهير بـ سمعة وأبو ضحكة جنان .. وكلما حلت ذكرى هذا الفنان ..كلما توقفت قليلا لأفكر في الكتابة عن هذا الإنسان الذي عاش حياة منتهى التراجيديا حقا .. فـإسماعيل ياسين الذي تحمل المسؤولية وهو مازال صغيرا وعمل مناديا في كراج سيارات .. وصبيا لراقصة في شارع محمد علي (أشهر شارع للراقصات حينذاك) .. ثم عمل في مكتب محام من أجل لقمة العيش .. كل هذه المعاناة لم تمنعه أن يفكر قي تحقيق حلمه .. والهدف الذي كان يصبو إليه .. وهو أن يكون فنانا ويغني لعبد الوهاب ...إن حياة هذا الفنان تحتاج حقا إلى كتب وأفلام ومسلسلات فإسماعيل الذي ذهب ليعمل بعد ذلك في كازينو بديعة.. وتعرف هناك على الكاتب الشهير أبو السعود الأبياري – كان موهوبا حقا ومصرا على النجاح بـثقة حتى أصبح أشهر كوميديان في عالمنا العربي. عام 1944 شاهده أنور وجدي اقتنع بموهبته فاستعان به في معظم أفلامه .. بل إنه أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة وكان ذلك في فيلم " الناصح". لقد عاش إسماعيل ياسين عصرا ذهبيا في السينما فكان المنتجون يستغلون اسمه على عناوين الأفلام لضمان الربح وشباك التذاكر والتهافت الجماهيري. كان يمثل في العام 16 فيلما وهو ما لم يحدث لأحد من الفنانين أبداً .. استخدم إسماعيل ياسين شكله الذي كان يسخر منه في معظم أعماله .. وكان هذا هو مفتاح النجاح .. وطريقه للنجومية حتى أصبح محطة هامة في تاريخ الكوميديا في عالمنا العربي ومازال .. وربما كان في ذلك بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية التي كان يديرها مع من يمثل معه في أعماله .. التي كانت تتميز بالمحاكاة الكاريكاتورية الساخرة .. في معظم أعماله التي لا تحتاج تذكيرا.  وكان له حقيقة، ومنذ أن قدم فيلم " الآنسة حنفي " عام 1954 الفضل في اكتشاف سلبيات الرجل الشرقي المهيمن على المرأة – وهو ما كان إسماعيل يتفنن في المشاهد التي تثير الضحك من خلال القصة التي كتبها الصحفي جليل البنداري. وعبر سطوري هنا لابد وأن أشير إلى النهاية المأسوية التي عاشها ذاك الفنان .. فمن بداية الستينيات من القرن الماضي انحسرت الأضواء عنه .. وتراكمت الضرائب عليه .. وبين عشية وضحاها أصبح مطاردا بالديون .. وتم الحجز على عمارته التي كان يمتلكها في حي الزمالك وبيعت أمام عينيه لتسديد الديون وخرج من رحلة كفاحه خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته عام 1966 . وذهب إلى بيروت ليشارك في بعض الأفلام ثم عاد إلى القاهرة محطما كسيرا يائسا ولم يرحمه أو يقدره أحد .. إلى أن وافته المنية في عام 24 مايو 1972 ..