19 سبتمبر 2025
تسجيلبيننا وبين المال علاقة طردية، فكلما زاد المال زاد حبنا له، قال تعالى (وتحبون المال حباً جما) صدق الله العظيم. نجد الانسان منذ صغره يحب المال، وما أن يكبر قليلاً يبدأ بكنزه ناسياً انه ليس مخلداً في الارض، حُب المال غريسه في كل أبناء ادم ولكن يجب ان لا يكون حباً يجعلك تُقصر على نفسك وتهدر صحتك (ريثما وجدت الصحة وُجد المال فلا مال بدون صحة)، كم نجد بيننا من تهوى نفسه شيئاً فيقوم بالتقصير على نفسه، حين يسمع عن محتاج يضع (القطن) في اذنيه كي لا يساهم بمساعدة مسكين، ولا ننسى وقت الصدقات تجد جيبه خالياً والاعذار تُطرح امامه، لا يفكر ابداً باستثمار امواله فيما ينفع المسلمين او ينفعه يوم الدين، همه الوحيد (كم لدي رصيد في الحساب) لا ادري هل هذه الاموال سيأخذها معه في قبره؟ ام ستثقل له ميزانه؟ للاسف الشديد أرى في بعض الاحيان اشخاص يبذلون انفسهم ويعرضونها للاهانة فقط من اجل المال، لا تصل النفس البشرية التي اكرمها الله تعالى من سابع سماء لدرجة ان يجعل الانسان كرامته(تحت رجلي فلان وفلان)، والبعض يقوم بقتل اقرب الناس اليه ويعرض روحه للخطر فقط من اجل الحصول على بضع ريالات، للأسف اصبح المال مقيدا وغالياً مثل الروح، تجد الكثير يتنازل عن روحه من اجل الحصول على هذا المال، ولكن ما الفائدة ان بات الانسان بلا روح؟ لا ننكر ان المال عصب الحياة، واقرب مثال اننا نتلهف لسماع الزيادات واخبار المال والبورصة كما لو كنا كالغرب حين يسمعون عن ثروة البترول التي منعها الله عن أراضيهم أو خص بها الخليج دون غيرها، هكذا تسيل (لعاب البعض) عند سماع اخبار المال، ونسوا ان الآية ربطت المال بالبنون، فلم يقل ربنا (المال زينة الحياة الدنيا)، بل ذكر بعده البنون وهم النصف الاخر من زينة الدنيا، يا لعجب البعض الذين يربطون كثرة الابناء بالفقر، هم الثروة بعينها، ولكن ما ادراك ايها (الغبي) ماهي معنى الابناء وما مدى النعمة التي يحضى بها من انعم الله له بكثرة الذرية الطيبة. بالمختصر ولا نريد الاطالة (اننا جميعاً) جُبلنا على حب المال، ولكن يجب ألا يزيد حبنا له لدرجة ان نعبد المال، علينا بالتصدق فهذا المال لله تعالى، هو من حبانا اياه ووضعه بين يدينا، وكلما تصدقنا او انفقنا زاد الله وبارك لنا في هذه النعمة. بصمة حب: لم اشعر يوماً انني اعشق المال، لانك كنت لي رأس المال الذي لم ارجو ان افقده، فإن وصلتك معاني حبي لا تطمع على بالسؤال عني.