تحقيق الامنيات

مَنْ مِنْ أحد إلا ولديه أهداف أو أمنيات أو أحلام يتمنى تحقيقها والوصول اليها وبها إلى بر الأمان ، كما يعتقد ، ولكن هل ما ذكرت يتحقق دون عمل أو جهد أو تخطيط أو دراسة ، وهل لو أن المرء فعل كل ذلك فالكثير منا يجتهد بشدة من أجل الوصول إلى ما يريده ، ويسعى ليل نهار ليحقق هدفه ويرى حٌلمه على أرض الواقع، لكن الانتظار يطول وتتأخر الأحلام في الوصول ، بل تأتي الصدمة أحياناً عندما يجد حوله من يتقدم عنه رغم أنهم أقل كفاءة ، وأضعف اجتهاداً ، فهل يعني هذا كله أن سعيه واجتهاده هذا قد ذهبا هباء وهدرا ؟ والحقيقة أني قد قرأت هذا السؤال وإجابته من الدكتور أحمد هارون ، استشارى العلاج النفسي ، الذي قال إن تأخر تحقيق الأماني شىء محبط للغاية ، خاصة لمن يصدق النية ويحرص على الأجتهاد الصادق ، لكننا يجب أن ننظر للأمر بشكل آخر، فربما كانت الأماني تتأخر لأنها مازالت تتزين لنا ! و قصة يوسف عليه السلام خير مثال ، فقد سُجن مع إثنين أقل منه ، وهو الشريف أصلاً، بل وأقرّا بأفضليته عليهما ، ومع ذلك حصلا على ما لم يحصل عليه ، وأُطلق سراحهما من السجن قبله ، ومع أنه كان يمتلك من المميزات ما لم يمتلكه غيره، وكان الأرجح عقلاً، والأصلح نفساً ، إلا أنه ظل مسجونا لسنوات يلاقي مصيراً لا يستحقه ويعيش بشكل لا يتناسب معه. وأضاف أن العبرة بالخواتيم ، فاللذان سبقاه في البداية ، وكان يستحق هو تلك الأسبقية، خرج أولهما ليصبح خادما، وخرج الثانس ليلقى مصيره ويمت مقتولاً، وتأخر هو كثيراً وعانى طول الإنتظار، ليخرج فيجد ما يناسب مكانته فعلاً ويصبح عزيز مصر ، وينصح الإستشاري قائلا، لا تحزن إن سبقك غيرك وأنت مازلت متأخراً، ولا تمل الانتظار مهما طال، فإن الله لا يضيع "عمل عامل"، فقط ما عليك إلا أن تعمل بجد وتصدق النية، وتنتظر حتى تنتهي أمنياتك من تزينها لك، لتأتيك بأكثر مما كنت تتوقع وأكبر مما كنت تحلم به.وهذا الكلام جميل وإيماني ، ومع ذلك ولأن ديننا دين عمل واجتهاد فإن علماء التنمية البشرية يحددون خمس تقنيات لشحن قدرتك على تحقيق الأهداف وزيادة السرعة التي يمكنك بها تحقيق أهدافك ، هذه التقنيات سوف "تشحن" طاقاتك وقدراتك الخاصة وتمكنك من إنجاز المزيد في فترة زمنية أقصر مما قد تعتقد على الإطلاق ، وهذه التقنيات هي :1- تصور هدفك كأمر واقع.2- أكد على هدفك بشكل إيجابي كما لو كنت قد أنجزته بالفعل.3- تقبل المسؤولية الكاملة عن النتائج.4- تحرك بإيمان.5- إفعل شيئا ما يوميا يعزز وصولك الى هدفك .كما يؤكد علماء التنمية البشرية أيضا إن الأفكار تجسد نفسها ، فعندما تعيد تشغيل صورة هدفك مراراً وتكرارا في عقلك الباطن ، فإنك تبدأ الاعتقاد بقوة متزايدة بأن هدفك قابل للتحقيق ، وبينما ينمو إيمانك، يبدأ هدفك في التجسد إلى شكل مادي في عالمك الخارجي أسرع مما تتخيل في بعض الأحيان.وأخيرا لا أحد في هذه الدنيا قادر على نجاحك وتحقيق أهدافك سواك أنت فقط إمتلك الإرادة وتوكل على الله وسترى كم ستكون ناجحاً موفقاً ، تمنياتي للجميع بتحقيق أمانيكم وسلامتكم.