29 أكتوبر 2025
تسجيلتجري العملية الانتخابية في العراق وفق إيقاعات دموية غير مسبوقة في تاريخه المعاصر.الجميع يحبس الأنفاس بانتظار نتائج الانتخابات العامة، وهي نتائج مفصلية و منعطف هام جدا في تاريخ و طبيعة الوحدة الوطنية و السلام الأهلي في العراق، فتجربة السنوات الثمانية العجاف الماضيات من حكم نوري المالكي قد أنتجت أوضاعا ميدانية هي الغاية في السوء والرداءة و التدهور الشامل في جميع المجالات الخدمية و الحياتية وصولا للدبلوماسية، وحيث بات العراق بلدا معزولا و فاشلا إلا من العلاقة مع الحاضنة الإيرانية التي تدير بمهارة خيوط الصراع الداخلي و كذلك مع النظام السوري الذي يشن المالكي اليوم حملاته الإعلامية المشبعة بالشتائم المقذعة و المعيبة دفاعا عنه وهجوما على جميع الأطراف الإقليمية المناوئة له بدءا من الجامعة العربية مرورا بدول الخليج و ليس انتهاء بدول الغرب، فالمعركة في الشام كما يراها المالكي وحزبه هي معركة تقرير وحدة المصير و المسار لذلك التحالف المعروف!، وحروب المالكي على العراقيين في الأنبار و الفلوجة وفي غرب العراق هي في مجملها وقائع تستكمل وقائع حرب الإبادة القائمة اليوم في بر الشام و حيث تتعرض مدن غربي العراق لحملات إبادة و استهداف منظمة، فيما يعاني الجيش العراقي من تداعيات خسائر بشرية موجعة وحيث تتراكم جثث الجنود في ثلاجات الحكومة التي لا تفرج عنها قبل انتهاء عملية الانتخابات حتى لا يؤثر ذلك على النتائج النهائية لتلكم الانتخابات!!، لقد أصبح الموت المجاني للشباب العراقي في المعارك العبثية مجرد أداة انتخابية لأحزاب السلب و النهب و الفساد الكبير، وباتت دماء العراقيين هي أرخص سلعة في بازار السياسة العراقية، لقد اتهم المالكي مختلف الأطراف الداخلية و الإقليمية و نسب إليها تدهور الوضع العراقي و تجاهل تماما نفسه و إدارته الفاشلة و منهجه السقيم في معالجة الملفات الساخنة المطروحة في أبشع تبرير لفشل مقيم و متواصل منذ ثمانية أعوام، المالكي وهو يهيمن على كل مراكز القرار و السلطة و المال كان يتصور أنه باستطاعته تأسيس ( الرايخ الدعوي الخاص ) عبر السيطرة الدائمة على السلطة وفقا لنظريته الشهيرة التي أعلنها صراحة و التي تؤكد على فلسفة ( ما ننطيها ) أي لا نسلمها لأحد!! فهو يعتبر كل مخالفيه مجرد فقاعات!! وهو كثيرا ما يردد هذه الكلمة المعيبة!، و اليوم يقف العراق و شعبه وهو يواجه براميل الموت القذرة بنسختها العراقية أمام تحدي و منعطف فاصل، فإما تجاوز الحالة الراهنة و الخروج من عنق زجاجة الحرب الأهلية، و إما ضياع آخر الفرص التاريخية المتاحة لإنقاذ العراق و الحفاظ على البقية الباقية من عناصر و أسس الوحدة الوطنية... العراقيون أمام الامتحان التاريخي الحاسم.. و عند الامتحان و لحظات التاريخ الحاسمة تكرم الشعوب أو تهان!