11 سبتمبر 2025
تسجيلالتعليم هو كلمة السر الحضارية عبر القرون والتاريخ والمراحل البشرية المختلفة، دون علم لا يمكن أن يتحقق تطور أو نهضة، فالتعليم من الحقوق الأساسية لكل فرد بلغ مرحلة التلقّي، وهو من الحقوق التي تقرها المبادئ الأساسية للأمم المتحدة وإعلان حقوق الإنسان، وكل من يتحدث عن تطور دون عناية بالتعليم ووضعه على رأس السلم التنموي والميزانية العامة، سواء على صعيد الأسر أو الدول، فإنه لن يحصد الكثير من أبنائه والأجيال التي يقوم عليها المستقبل الذي يحتاج قادة ومبادرين إلى صناعة واقع أفضل يرتفع فيه سقف الطموحات ويمتد فيه أفق المجتمعات وأفرادها بما يوفره العلم والتعليم من توسيع للإدراك ومدى الرؤية. في أبريل من العام 2000م، تبنى المشاركون في منتدى التربية العالمي في داكارـ السنغال، إطارا عاما للتعليم يستند على حقوق الإنسان، ويؤكد على أهمية التعليم في جميع مراحل العمر، كما شدد على ضرورة اتخاذ التدابير الخاصة للوصول إلى الفئات الأفقر والأضعف، والأكثر حرمانا في المجتمع. وقد تعهدت 164 حكومة بالإضافة إلى المؤسسات الشريكة من مختلف بلدان العالم بأن توسع فرص الانتفاع للأطفال والشباب والكبار من التعليم بحلول العام 2015م. في الفضاء العربي ينبغي أن نكون أصحاب مبادرات فجميع أسس العلم الحديث مصدرها التاريخي هو العرب، والقرآن الكريم سبق العلم بقرون في تثبيت كثير من الحقائق التي يصل إليها العلماء حاليا، ودون تعليم حقيقي وواسع الانتشار بحيث يوفر الحوافز لأجيالنا ربما لا ندرك الركب الحضاري، غير أن هناك أملا بدأ يتسرب من حالة القنوط التي نعيشها علميا، وذلك بما أطلقته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لمبادرتها "علِّم طفلاً" والتي تمكنت في بضعة أشهر فقط من دعم التعليم لأكثر من نصف مليون طفل، والتي ترتكز رؤيتها حول كل ما سيتطلبه أمر تمكين 61 مليون طفل من المحرومين من حقهم الأساسي في التعليم والالتحاق بالمدارس، وهو نموذج إسلامي أصيل في طلب العلم، أتمنى أن يجد تفاعلا من العرب معه، فهذه المبادرة رغم طابعها الكوني إلا أنها تعبّر عن تطلعاتنا إلى النهضة العلمية واستعادة أمجادنا في ميادين العلوم، ويقيني أن سموها لن تتوقف حتى ترى المبادرة واقعا يشع علما وأملا وتطورا لأجيال العرب المقبلة، وأقل ما يمكن أن نفعله مباركة هذا الجهد ودعمه إعلاميا ومعنويا حتى يحقق أهدافه ويصل غاياته.