15 سبتمبر 2025
تسجيل* لم أقرأ لشاعر من العرب له آراء غريبة ومتشددة وظالمة ومجحفة بحق المرأة وإنسانيتها مثلما قرأت لأبي العلاء المعري المتوفى عام "1057م"، فهو لا يثق في المرأة أبداً، فانظر إليه وهو يقول: إذا بَلَغَ الوَليدُ لَديكَ عَشْراً فلا يَدخُلْ على الحَرَمِ الوَليدُ فَإن خَالَفْتَني وأَضَعتَ نُصحي فأَنتَ وإِنْ رُزِقْتَ حجىً بَليدُ * والمعري يشكك حتى في صلاة المرأة في المسجد، حيث قال: زَائِرة المَسجِد في إِلمَامِها تَأَتَمُّ والخَيْبَة في ائْتمامِها * ويقول المعري أيضاً إن خير النساء إذا أردت الزواج منها هي المرأة العقيم التي لا تلد: إذا شِئْتَ يَوماً وَصلة بِقَرينَةٍ فَخيرُ نِساءِ العالمينَ عَقيمها * ويقول في مكان آخر من لزومياته: تَوَقَّ النِّساءَ على غفةٍ لِيَجزِيَكَ الوَاحِدُ القَيِّمُ * بل وصل الأمر بالمعري أن طلب من النساء عدم حج بيت الله الحرام، حيث قال: أَقيمي لا أَعُدُّ الحَجَّ فَرضاً على عجزِ النَّساءِ ولا العَذَارَى * ولم يقف المعري عند هذا الحد في كرهه للمرأة بل تعداه إلى المطالبة بدفنها مكرمة للرجل، حيث قال: وَدَفْنٌ والحَوَادِثُ فاجِعاتٌ لإِحداهُنَّ إِحدَى المَكرُمات * والغريب أن أبا العلاء المعري صور المرأة ليلة زفافها بالحية عندما قال: عَروسُكَ أَفْعَى فَهَبْ قُربها وخَفْ في سَليلكَ فَهْوَ الحَنَش * ثم يُحذِّر الرجال من الزواج بأكثر من امرأة في قوله: إذا كُنتَ ذَا ثْنتَيَن فاغْدُ مُحارِباً عَدُوَّينِ واحْذَر من ثَلاثِ ضَرائرِ * وإن كان لابد من تزويج البنات فيقول المعري للآباء محذراً: واطْلُب لِبنتِكَ زَوجاً كَي يُراعِيَها وَخَوِّف ابنكَ من نَسلٍ وتَزويجِ * ونلاحظ أن المعري يفضل المرأة التي في قبرها على أن تصبح عروساً متزوجة بأحد الرجال عندما يقول: إِنَّ الأَوانِسَ أَنْ تَزُور قُبُورَها خيرٌ لَها من أَنْ يُقال عَرائِسُ * أما إذا تزوج الرجل الذي بلغ من عمره عتياً فهذه جريمة كبرى في نظر المعري، فالشيخ الكبير عليه ألا يتزوج الكاعب الصغيرة لعدم التكافؤ بينهما فيقول: إذا خَطَبَ الزَّهراءَ شَيخٌ لَهُ غِنىً وناشِىءُ عُدمٍ آثَرَتْ مَن تُعانِقُ وَقَلَّ غَنَاءٌ عن فَتاةٍ وزَوجُها أَخُو هَرَمٍ أَحجالُها والمَخَانِقُ * ومن أراد الاستزادة من أشعار المعري وآرائه المتطرفة في المرأة عليه أن يعود إلى ديوان "اللزوميات" للمعري. وسلامتكم.