13 سبتمبر 2025

تسجيل

علاقة تطورية

27 أبريل 2012

يقدر العلماء عمر الأرض بأكثر من 5 ملايين سنة، حيث إن الأرض بقيت لفترة طويلة من الزمن خالية من أشكال الحياة وإذ كان الغلاف الجوي للأرض خاليا من الأوكسجين وغنيا بغازات الميتان والأمونيا ولكن مع بدء الحياة وظهور خلايا تستطيع أن تتكاثر وتنقل صفاتها الوراثية إلى الأجيال التي بعدها وتم غزو النباتات المائية لليابسة حدث تغير كبير في مكونات الهواء وسادت غازات النتروجين والأوكسجين. وهكذا بدأت الحياة تتطور بنوعيها النباتي والحيواني، إلى أن ظهر الإنسان الأول منذ نحو 1.5 مليون سنة تقريبا، ويعتبر ظهور الإنسان على الكرة الأرضية نقطة انعطاف خطيرة في مجال التاريخ البيئي والآثار التي يحدثها البشر في البيئة. إلا أن تأثيره ظل ضعيفا نظرا لقلة عدد السكان وانتشارهم، وبساطة الأدوات المستخدمة في الصيد والمعيشة، واستمر هذا الوضع إلى حدود فترة الثورة الصناعية وخصوصا مع بداية القرن التاسع عشر. المراحل التطويرية 1) (مرحلة الصفر): تلك المرحلة هي بداية ظهور الإنسان بشكل فردي والحيوان والنبات كما كانت البيئة غنية جداً بالموارد ولكن لا يوجد هناك أي تأثير من الإنسان على البيئة حيث لم يظهر أي شكل من أشكال الحياة على كوكب الأرض. 2) (المرحلة الأولى ): وهي مرحلة تشكيل الجماعات الصغيرة عاش الإنسان في هذه المرحلة على شكل جماعات صغيره متفرقة ولم يزد عدد أفراد الجماعة الواحدة على خمسين فردا يشتركون في صيد وجمع الثمار ويمكن القول ان الإنسان في هذه المرحلة لم يؤثر على التوازن البيئي في منطقته. 3) (المرحلة الثانية): هي المرحلة الزراعية التي سبقت الثورة الصناعية الأولى أي قبل 12_10 الاف عام اخذ الإنسان بالاستقرار وتدجين الحيوانات والزراعة وأصبح منتجا للغذاء ويؤثر سلبياً في البيئة كمزارع ومربي حيوانات وبحرق الغابات ليستخدمها للمراعي. 4) (المرحلة الثالثة): وهي مرحلة الثورة الصناعية الأولى حيث أخذت الجماعات السكانية تنمو تدريجياً وتطور الحرف المهنية وشيدت المصانع أولا في بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وفي هذه المرحلة اخترعت الآلة البخارية من قبل (جيمس واط) والتي تعتبر رمزا للثورة الصناعية. 5) (المرحلة الرابعة): وهي المرحلة التي نعيشها الان ولا نعرف كيف تنتهي ونطلق عليها الثورة الصناعية الثانية أو ثورة الحاسبات والاتصالات، وتتميز المرحلة بتقدم العلوم والتكنولوجيا وخصوصاً في الفضاء الخارجي، كما تحسنت كفاءة الاستفادة من طاقة الوقود والطاقة النووية والتوسع في استخدام مصادر الطاقة الشمسية والرياح. وهناك الكثير من تلك الأبحاث والنظريات التي تحاكي مفهوم التطور والارتقاء عند الموجودات وبالأخص الأحياء منها. ففي المعجم العربي الحديث (لاروس) ان التطور يعني تحول الكائنات الحية تحولا تدريجيا نتيجة لتغيرات تحدث في موروثنا ولكننا لسنا مع نظريات التطور (النشوء والارتقاء) التي نادى بها (دارون) ليس لمخالفتها لديننا الاسلامي فقط، بل الى عيب في تكوينها، ذلك انها تأخذ بتسلسل وتطور الكائنات الحية، من الخلايا البسيطة (الاميبا) الى الخلايا دقيقة التكوين (الانسان) والعيب الذي وجهه اليها وجود حلقة مفقودة بين (القرد) والانسان ولكن العيب الاساسي من وجهة نظرنا انها تلغي قاعدة اساسية في هذا الوجود وهي ان الله جلت قدرته يقول ((للشيء كن فيكون)) ومن هذا يستطيع بقدرته خلق الكثير من الاصناف والحيوان والانسان لان الخالق واحد وهو القادر وهو المنشئ بل يؤكد ذلك ان دورة الحياة العلمية تعتمد على الخلق بأنواعه المختلفة من نبات وحيوان وانسان ومن الشمس وغير ذلك من المخلوقات فيما يسمى بدورة لازوت وكذلك التمثيل الضوئي والتي تسير بها الحياة في الارض وفي البحر وفي الجو وليس الخطأ في عدم الفهم او قصور العلم عن الوصول الى كل حقائق الكون كما يقول (الشيخ الشعراوي) فكم من المستحدثات موجودة اصلا ولكن عدم معرفة قانونها يجعلها مجهولة لنا. وقد عرف سبنسر spencer التطور بانه تحدر سلالي معدل على نحو معين وهناك نظريات ابن خلدون حتى أبحاث دارون مرورا بالكثير من المحاولات لفهم معنى المادية ودورها التاريخي بتطور وتألق المخلوقات وتحديدا الانسان وبالمحصلة نجد أنه على الدوام كان الاتجاه السائد في تحركات ونظم البشرية الى التطور خلقا وفكرا وعبر العصور حتى يومنا هذا فأصبح اليوم يدير عجلة ثورية وتحديدا بعد قدرته على معالجة الطاقة بالإنتاج والحفظ والتوزيع والتطور الايجابي لا يقتصر على الشكل والوجهة عند الفرد انما هو ينسحب على الكل أي المجموع وانعكاسات ذلك على الروابط الاجتماعية والحركية للمجموعات داخل البوتقة مما ينتج تطورا ايجابيا وارتقاء في الشكل والحضارات لمنطقة أو مجتمع أو شعب أو أمة وعلى هذا الاساس نشأ التطور بتفاعل عناصر الحياة منذ بدء الخليقة حتى اليوم وآيات القرآن جميعا تعطي للعقل دورا كبيرا في اجراء هذا التطور فيبدأ بسيطا مع حياة بسيطة ويظل متدرجا لمقابلة احتياجات يومية ومحاولة حل مشاكل قائمة وكلما زادت الحاجة زادت الحاجة الى وجود الحل لها وطرح البدائل المختلفة ليختار البديل الملائم الذي يسعى الى التطور ولنقص الموارد جاءت الحاجة الى محاولة استغلالها استغلالا امثل من حيث الوقت والتكلفة والجهد وأدى ذلك الى تحسين الوسائل لمقابلة هذا ولقد اعطى الله الناس فرصا واحدة متساوية ولكن هناك من يشغل هذا العقل ومنهم من يتكاسل في ذلك ومن ثم يظهر اثر ذلك في نتاج العقل المختلف كما ان الطبيعة البشرية والحاجة خلقت المنافسة والاخيرة ادت الى محاولة التفنن والتجدد والابتكار ثم ادت ايضا الى الاحتكار ماديا وعقليا وابتكارا فتقدمت مجتمعات وتخلفت مجتمعات وليس المهم في مقدار الموارد التي تحتفظ بها الدولة وانما المهم في كيفية استغلال هذه الموارد بطريقة سليمة واقتصادية ومن قبل كيفية اكتشافها وقد أدى هذا الى محاولة تطوير في الاساليب وفي الاجهزة والمعدات وكافة الوسائل واصبح من يملك ادوات الاستغلال والاكتشاف هو المسيطر على هذه الموارد وازداد تبعا لذلك معدل التطور حتى وصل في القرن الحالي الى مرحلة متقدمة جدا عبر طفرات سريعة وقصيرة زمنيا وانعكس هذا التطور على كل شيء في الحياة من وسائل معيشة (غذاء — مسكن — ملبس — عمل — صناعة — زراعة — تجارة — اقتصاد) الى وسائل الربط بين المجتمع وهذه المجتمعات (مواصلات — اجهزة ومعدات — تربية وتعليم وثقافة) وجمع بين كل هذا عملية التنمية للاستفادة بكل هذه العناصر وتتطلب كل هذه الجهود ادارة تخطط وتنظم وتدير كل هذه العناصر. الخلاصة: ان التطور يجب ان يكون متلائما مع المجتمع ومع العادات والتقاليد ويكون مفيدا للمجتمع اقتصاديا وانسانيا وقبل كل ذلك الاستعداد له بوجود الكوادر الفنية المؤهلة تدريبيا له والمؤهلة نفسيا له ووجود دراسة الجدوى الاقتصادية لاتخاذ القرار بإدخال مستحدثات في ضوء المقارنة بين بدائل الانفاق المختلفة. واخيرا: من كل هذا نستطيع ان نقول ان مفهوم التطور هو مقدار ما يضاف الى المجتمع من تحسينات واضافات بما يبسط ويسهل حركة الحياة ويرتقي بها ويعود بالرفاهية والخير على افراد المجتمع جميعا دون تمييز الا بالمساهمة والتعاون في هذا التقدم ويدعم من قيم واخلاقيات وتقاليد المجتمع ولا يتناقض مع دين او عقيدة او عادات اصيلة. وسلامتكم قرائي وتابعوني بالجديد ونحن في تطور مستمر ان شاء الله دون توقف.