19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأحلام المؤودة

27 أبريل 2011

دائما ما نقول إن النوايا الحسنة ليست كفيلة وحدها بتحقق الأهداف وان الرعاية الكريمة لأصحاب الأيادى البيضاء ربما يستغلها البعض وينحرف بالمشاريع العملاقة والتنموية عن مسارها بل ويسخرها لأهداف ومصالح ربما تكون شخصية. مثل ما حدث مع المعرض المهني حين تحول إلى كرنفال وعرض تسويقي للشركات وفقد جوهره والهدف الذي دشن من اجله ألا وهو توطين الوظائف ومثل ما حدث في بعض كليات المدينة التعليمية حيث إن القصة التي أحكيها اليوم ربما تكون قد حدثت لابنتي أو ابنتك أو أختك أو حتى إحدى أو أحد أقاربك من بنات وأبناء هذا الوطن الغالي الذين ينتمون لثراه الطاهر ويحلمون بأن يكبروا ويبدعوا له ومن أجله. قصة سارة التي حلمت أن تكون مصممة منذ كانت في العاشرة وان تدخل كلية فرجينيا كومنولث لفنون التصميم، التي تفخر بأن مثلها الأعلى وقدوتها سمو الشيخة موزا حفظها الله قد جلبتها لنا هنا في قطر فاجتهدت سارة في الثانوية العامة، ثم تقدمت العام الماضي للالتحاق بجامعة فرجينيا كومنولث، حيث إن لديها ملكة فنية وموهبة رفيعة في التصميم، الأمر الذي حدا بها للسعي لدراسة (Graphic Design، Interior design).. وفي سبيل ذلك أنهت دراسة الـ(Ails) بمعدل كبير. إلا أن الجامعة أبلغتها بوضعها على قائمة الانتظار للعام القادم.. ووعدوا بقبولها بشرط: 1 — دخول الجسر الأكاديمي، وبالفعل أنهته بمجموع قدره 3.33 من 4، وهو معدل ممتاز.. 2 — دراسة مقرر مادة الرياضيات من نفس التخصص في جامعة فيرجينيا. 3 — قدمت الرسومات والتصاميم المطلوبة منها. ورغم كل ذلك.. رفضوا قبولها للمرة الثانية، ودون إبداء أية أسباب مقنعة. رغم إشادتهم بأنها موهوبة في التصميم ودون سبب مقنع رفضوها. إن تحطم حلم شابة صغيرة يانعة تفخر بوطنها الذي يكبر وبلدها الذي أصبح حديث العالم ولا أمل لها سوى أن تتعلم ما تحب وتعشق. ربما لم تهتم بالتعقيدات وربما لم تدرك ان المتحكم فى الامر سيدة امريكية لا قلب لها وربما لم تطلب فرصة ليست من حقها ولكنها عندما تدخل مقر الكلية التي تعشق وترى الطلبة معظمهم أو كلهم من غير القطريين تحزن وتقهر، وكأن تلك الجامعة تستكثر فتح أبوابها لأبناء البلد، وتُقصر باب التعليم فيها على الأجانب الذين جلهم من دول شرق آسيا "الهند وباكستان"، بالإضافة لكبار السن منهم، بينما أغلقت الجامعة أبوابها في وجه الشباب حديثي التخرج الساعين للتحصيل وللعلم لخدمة بلدنا الحبيب قطر.. مع العلم بأن هذه الجامعة لم تقبل من مُجتازي الجسر الأكاديمي سوى اثنين فقط، رغم معدلاتهم الكبيرة في دراسة الايلز، وبذلك غدت هذه الجامعة عقبة أمام مستقبل الطلبة القطريين، وصارت صخرة تتحطم عليها أحلامهم، وذلك لخلو إدارة هذه الجامعة من الكوادر القطرية. بعكس جامعة تكساس.. التي يغلب طلابها كما حلمنا وحلمت سمو الشيخة موزا بان يكون معظم الطلبة من القطريين لان هذا حقهم وما تبقى من مقاعد فهو لغير القطريين مع احترامنا الكامل لهم، وربما يكون السبب في تكساس هو وجود كادر قطري مميز يدرك ويحقق الأهداف الكبيرة التي من أجلها أنشئت المدينة التعليمية ولوجود شخصية محبة لوطنها في جامعة تكساس وهي السيدة مريم المناعي، التي تمنح الفرص الكبيرة لأبناء القطريين في الالتحاق بها.. وأخيرا اننى اكتب هذا المقال من اجل سارة ومن اجل كل طالب وطالبة تعرض لظلم وقهر من غرباء وهو على ارض وطنه والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل. [email protected]