19 سبتمبر 2025
تسجيلتنشط هذه الأيام بعض القنوات الخليجية الفضائية بالإعلان عن بدء تصوير المسلسلات التي ستعرض على شاشاتها خلال شهر رمضان المبارك المقبل بإذن الله، وقد فضلت أن أطلق استغاثة مبكرة جداً.. واعتبروها صرخة من منبر هذه الرمال لكل (مؤلفي الدراما الخليجية) أرجوكم أرجوكم أرجوكم لا نريد المزيد من (الأفلام الهندية) في مسلسلات رمضان.. لا نريد أن نرى (حصة) تحب (الدريول) وتصمم على الزواج به والهرب معه إلى ربوع (كيرلا)!!.. كما لا نريد أن نشاهد (راشد) وهو يتبادل المخدرات مع (المروج نصّور) في الشارع العام بينما دورية الشرطة تجوب بالمكان!!. وأيضاً (بليز) مللنا من تتبع أهل اللقيطة (مريم) أو معرفة من سيكشف عن أبوته في اللحظة الأخيرة من المسلسل للشاب (فيصل).. أو (هياتة) العوائل في الشوارع للبحث والتنقيب عن بيت يؤويهم حتى ولو كان أرضاً قاحلة لا ماء فيها سوى البحر والخيام!!.. وأرجوكم تعبنا من مشاهدة الأب المزواج والأم الضحية والبيت الآيل للسقوط والأسرة المشتتة والابن الصايع والبنت العانس والأخت (إللي ماشية على حل شعرها ومن شقة لشقة)!!.. تعبنا من رؤية كأس (الفيمتو) وهو يتنقل بين الشفاه ويلعب بالرؤوس لتغني بنغمة معروفة (رمضان كريم )!!.. فعلاً يا هؤلاء رمضان كريم بأخلاقه واحترام المعنيين بإثرائه للمشاهدين، رغم أن هذا شهر تعبد لا تصيد للمناظر التي تجرح قدسيته!. في إحدى المطبوعات الفنية صرحت إحدى هؤلاء بأنها تجهز لقنبلة خليجية في رمضان، وحينما غلب الفضول الصحفي وألح عليها بالسؤال قالت: إن مسلسلها القادم (يناقش) قضية خليجية منتشرة ولكن تتم مداراتها والتستر عليها وهي قضية (زنا المحارم)!!!.. نعم هذا يحدث لكن هل نجرؤ على إشهاره وربما تمثيله بهذه (الصفاقة) التي ستجرح بلا شك الكثير من الأسر وستدخل البيوت الآمنة والمطمئنة من سلامة ما يعرض على جميع أفراد العائلة الصغير والكبير.. ونعم نعم نعم أنا مع عرض الظاهرة والحل لكني لا أجرؤ على مطالبة كل ما يكتب ويقرأه الكبير ليتفهمه ويعيه إلى مسلسل تلفزيوني يؤثر ويوجه الصغير قبل الكبير إلى فعل ما لا يجوز من باب كل ممنوع مرغوب، لأن مصيبتنا في جميع صنوف الدراما التي نقدمها أننا نقدم كل (مصيبة وظاهرة سيئة تفتك بمجتمعاتنا) بمظهر (المتعة واللذة) فنصور في البداية متعاطي المخدرات وهو يرتشفها بأنه (طائر في السما) من شدة النشوة واللذة التي يشعر بها وعليه يأتي الانطباع الأول، الذي يمكن أن يستمر دون انتظار مأساة التعاطي الحقيقية التي تأتي في آخر حلقة بأن المخدرات متعة حقيقة فجربوها!!.. ويمكن أن يجدوا من اختلاس إحداهن للوقت الذي تهرب فيه من قسوة الأب وإهمال الأم ومراقبة الأخ إلى حضن السائق الحل السحري لكثير من الفتيات البائسات اللاتي يمكن أن يبتدعن أشكال هذا الحضن بأي شكل من الأشكال!.. فلماذا لا نعطي لمشاكلنا حجمها الحقيقي دون جنوح مبالغ فيه لعرضه، وكأننا مجتمعات فاقدة لمناظر صحية وتوعوية بناءة؟!!.. لماذا لا نعي حجم وخطورة هذا (البعبع) المتمثل في شاشة تلفزيون صغيرة لكنها جبارة وقادرة على التاثير بما لا تستطيع الأقلام والصحف والإذاعات فعله؟!.. هل يكون التميز بتصيد ظواهرنا بهذه الصورة المفجعة التي تعطي أضعاف الحجم من حجمها الحقيقي، وكأن المجتمعات الخليجية فاسدة ومصدر استرزاق لمن لا رزق له وأعني في التأليف والمبالغة التي (تشطح) بعيداً بعيداً؟!!.. ولذا ارحمونا من مشاهدة ما يمكن أن يخرج عن المعقول، لا سيما أننا تشبعنا رؤية المفاسد، ونود أن نخرج بقيم تلفزيونية تعرض المشكلة لكنها تجتهد في حلول سريعة فعالة تجتثها وليس تخدرها، ولتكن النهايات سعيدة بالقدر المعقول وليس على شاكلة الأفلام العربية والهندية، حيث تحضر الشرطة في الختام وقد انتصر البطل على ألف شخص بقبضة واحدة ولا إصابة به سوى خدش بسيط في اصبع يده الصغير!.. حتى رامبو نراه ينال حصته الوفيرة من الضرب المبرح!!... وتذكروا أنني أول شخص يهنئكم مبكراً.. كل عام وأنتم بألف خير!! فاصلة أخيرة: قلة الثقة موجودة لن أقوم عن المقعد ولن أدوس، مثل المعقد أنظر الى الساعة عدة مرات وأحسب نفسي أعمى في بعض المرات إن كان باستطاعي الوصول أتردد وأكتفي بالمحصول الثقة بالنفس ليست سهلة بل تريد التأني والمهلة الركود والسرعة لا تنفع بل نريد من الثقة أن ترفع وجمال الوجه والحكمة من إنسان أن يدرك ما معنى البسمة!!.