14 سبتمبر 2025
تسجيلكنت قلقة جداً في الأسبوعين الماضيين بسبب فقدان الطائرة الماليزية المتجهة إلى الصين، وكنت أتفاءل بالخير لآخر لحظة حتى تم إعلان تحطمها ومقتل ركابها بجانب مدينة بيرث الأسترالية. كنت أشاهد بعض صور العائلات مع أقاربهم قبل إقلاع الطائرة، كانت هناك أم تصور مع ابنها دون أن تعلم أنها الصورة الأخيرة، وكان رجل يبكي في المطار بعد سفر صديقته على متن هذه الطائرة وتأخره عليها، بالإضافة إلى رجل آخر كان يغرد في تويتر عن غضبه من قريبه المريض الذي أجبره على الجلوس بجانبه والاهتمام به بدلاً عن اللحاق بالطائرة..حتى عاد للتغريد مرة أخرى بأنه محظوظ لأنه لم يستعجل على رحلته ويحاول اللحاق بها. أحياناً .. تكون بعض اللحظات في حياتنا هي اللحظات الأخيرة دون أن نعلم، فهي لا تُخبرنا مسبقاً حتى نستعد للوداع، بل تكون عفوية حتى نكتشف لاحقاً أنها فعلاً كانت الأخيرة .. فهناك اللقاء الأخير، العناق الأخير، الكلمة الأخيرة .. التي نعرف قيمتها بعد أن نكتشف أنها لن تعود مرة أخرى لنقول أشياء أخرى وندقق على كلماتنا وتفاصيلنا قبل أن نفارق من نحب. لاشيء في الحياة يستحق أن نفارق من نحب .. ونحن في حالة غضب أو عتب أو برود ..علينا أن نعانق أحبتنا بأقوى ماعندنا، ونختم لقاءاتنا بحب وود وكلمات جميلة .. فالكلمات الجميلة لا تُوجل وعلينا ألا نتأخر بها .. فنحن لا نضمن الدقيقة القادمة من عمرنا، فكيف بالأيام والشهور التي نفارق بها أحدهم. كم أكره لحظات الوداع في المطارات .. لأننا لا نضمن لحظات لقاء قادمة .. وقد يتبدل الحال إلى حال آخر في أيام أو شهور قليلة .. فكم من مبتعث سافر إلى الغربة للدراسة وتوفي من مرض أو نوبة قلبية أو غرق ليعود إلى أهله وهو خال من الحياة. .. وصيتي هي ألا تغضبوا أحبتكم فالحب أغلى من أي خلاف .. وأن تعانقوهم بكلماتكم التي ستتمسك بهم وتذهب معهم لترن في قلوبهم أثناء غيابهم ..لتذكرهم بهذا الحب الكبير الذي ينتظرهم .. فلا أسوأ من اللقاء الأخير مع من نحب، إلا عدم وجود أي لقاء قبل فقدانهم. أخبروا من تحبون .. بحبكم .. مراراً وتكراراً ..فهو يبقيهم على قيد الحب والسعادة في حياتهم .. سواء بقربكم أو بعدكم ..فنحن لا نضمن أيامنا، وقد تكون أحد لقاءاتهم أو رحلاتهم .. هو اللقاء الأخير أو الرحلة الأخيرة .. يقول واسيني الأعرج: "نحن نخطئ دوماً حينما نظن أنّ الذين نحبهم معصومون من الموت".