16 سبتمبر 2025

تسجيل

تلك الكراسي

27 مارس 2011

تعلمنا من السنة المطهرة ومن تعاليم ديننا الحنيف أن نطيع أولى الأمر منا ما داموا على حق وهدى، في ما ينفع البلاد والعباد، وتعلمنا أيضا أننا إذا كان ثلاثة من المسلمين في سفر فليولوا عليهم أميرا أو قائدا. ومن هنا نستخلص أننا نحن الشعوب أن نولى من نرضاه علينا أميرا وقائدا وأننا إذا فعلنا ذلك ملزمون بالسمع والطاعة ما دام على الحق ولكن ما نراه الآن في ليبيا واليمن لهو العجب العجاب، حكام جلسوا في السلطة عقودا طويلة على كراس وعروش منهكة متعبة من كثرة الفساد والظلم، وعندما انتفضت شعوبهم أبوا أن يرحلوا متمسكين بتلك الكراسي وتلك العروش حتى لو سالت كل دماء شعوبهم واصبحت انهارا وبحارا. وإذا كان الحكم السليم أو الرشيد كما يسمونه لايكون إلا برضا وتوافق بين الحاكم والمحكوم، فكيف يأتى في مخيلة القذافى أو علي عبد الله صالح أن الأمر سيعود كما كان قبل الثورة وانه سيحكم وان الشعب سيرضى به رئيسا وقائدا مرة أخرى وأؤكد لهما ومن هو على شاكلتهما في سوريا الذي قتل المصلين الموحدين المعتصمين بالمسجد العمري في درعا انه إذا كان بين شعوبهم وبينهم قبل الثورة فساد وظلم وقهر وقمع، فان الآن بينهم دماء زكية طاهرة أريقت لأنها وقفت ضد الظلم والطغيان ضد من أحبوا وعشقوا ملكا زائلا وكراسي وعروشا واهية، فالملك لله الواحد القهار والجبروت لله وحده. وكما قال لهم الشيخ العلامة يوسف القرضاوى في خطبة الجمعة ان الشعوب لمنتصرة سواء عاجلا أم أجلا وما تفعلونه هو فقط زيادة في ذنوبكم وحتى تخرجوا من السلطان ولا مكان لمحبة من احد مما كنتم تحكمون، وكما قال لهم أيضا لماذا تتمسكون بتلك الكراسى إلى هذه الدرجة المميتة إذا كانت الدنيا كلها لا تساوى عند الله عز وجل جناح بعوضة وتفكه عليهم الشيخ الذي أصبحت كلماته رصاصا ومدافع تصيب قلوب الظلمة في كل مكان عندما قال لهم خذوا البعوضة كلها لو أردتم وللشهداء الشهادة والفردوس وللشعوب الحرية والمجد والكرامة. وفى هدا المقام ومن هذا المنبر الحر لا يسعني إلا أن احيي قطر بلدي الذي يجرى حبه في دمائي وأدعو الله له بالأمن والأمان ليل نهار على مواقفه الشجاعة الواضحة والمنصفة المحايدة دون زيف أو خداع، سيجد أن قطر اتخذت مواقف مشرفة أصبحت قدوة ونموذجا يحتذى به عندما وقفت بكل إمكانياتها منذ البداية مع الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا مؤخرا ومع اى ثورة شعبية حقيقية يكون هدفها الإصلاح، وقد كانت وما تزال الجزيرة منبرا حرا يقف مع الثوار ليكشف البطش والظلم في كل مكان يحتاج إلى مساندة ودعم مهما كلفها الأمر، ذلك الأمر الثاني هو دعم قطر ماديا تلك الشعوب بالأدوية والغذاء والمعونات حتى لا تتركهم بين أنياب حكام نزعت الرحمة من قلوبهم حبا في كرسي الحكم الزائل الأمر الثالث هو دعم قطر عسكريا للتحالف من اجل شل قدرات القذافي وكتائبه حتى لا يقضى على الثوار وعلى شعب اعزل ذاق من الظلم على يديه أكثر مما ذاق على ايدى المستعمر الايطالي. وأخيرا إن قطر بلد يعمل ويجاهد في النور ويبارك الثورة المشرفة في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا في الوقت الذي يدس الآخرون رؤوسهم في الرمال انتظارا لما تسفر عنه الأمور وهذا فرق كبير بين الشجاع وقت الحرب والشجاع بعد انتهائها وسلامتكم. [email protected]