معرض مسقط الدولي للكتاب

‏تظاهرة ثقافية كبيرة في سلطنة عمان وبالتحديد في مسقط العاصمة. هذه التظاهرة جمعت كل عشاق القراءة والكتابة والعديد من دور النشر. هي تظاهرة علمية ثقافية ممتعة يمكن لأي قارئ أن يجد فيها ما يريد. هناك حصص كبيرة للطفل وحصص للبالغين والعديد من الكتب والروايات التي تزيد على اكثر من نصف مليون عنوان. أعجبني هذا المعرض بصراحة ولم اجد له مثيلا في الوطن العربي من ناحية الضخامة والتجمع والنظام الدقيق جدا ووجود المتطوعين في جميع أركان المعرض ويمكن أن يساعدوك بكل سهولة ويسر لتصل إلى الدار المطلوبة حتى إلى الكتاب المطلوب. ‏يمكن لأي زائر للمعرض أن يأخذ الجرعة الثقافية المناسبة سواء بمروره على دور النشرالمعنية أو حضوره المحاضرات الثقافية المتنوعة وان احتاج للطعام سيجد التنوع المناسب بانتشار المقاهي والمطاعم العربية والعالمية. ‏كذلك اعجبتني الندوات والمحاضرات المستمرة في المعرض التي تعكس الثقافة والهوية العمانية بالإضافة إلى المشاركة في النقاشات حول الكتب والقراءة والفنون وتطور المعرفة. ‏سيجد زائر المعرض مجالا واسعا لألعاب الأطفال وتسليتهم ويمكن للأمهات تركهم في أمان وأخذ جرعة من الثقافة والتعليم والمعرفة. ضيف الشرف في هذه السنة هي محافظة جنوب الباطنة وبصراحة كان لهم دور كبير في نشر الثقافة عن عمان وجنوب الباطنة وتشرفت بالالتقاء بسعادة الشيخ الدكتور يحيى بن سليمان الندابي والي الرستاق والاخوة الموجودين هناك واكرموني بلطفهم وتعاملهم الراقي. لقد اسعدني جدا حب العمانيين للقراءة وليس اخذ الكتاب دون فهم او تقدير أو مجاملة ولكن كانوا يسألون عن تفاصيل الكتاب بكل دقة. الاقبال كان كبيرا ومنقطع النظير من العمانيين على المعرض وتشرفت بأنني التقيت بالعديد من المثقفين من زار جناح دار الوتد - قطر والذي كان كتابي معروضا فيه رواية «الزجاج المكسور» لدرجة ان الرواية أوشكت على النفاد وهي من أكثر المبيعات ولله الحمد في الجناح. تشرفت بزيارة سعادة الشيخ جاسم بن عبد الرحمن آل ثاني سفير دولة قطر في مسقط بصحبة معالي الاستاذ عبد الله بن سعود العنزي سفير المملكة العربية السعودية وكذلك شرفني مرور الدكتور المحامي ثاني بن علي آل ثاني والإعلامي الكبير علي بن مسعود المعشري والاخ العزيز الكاتب المعروف عيسى المسعودي وهناك العديد من القراء والمثقفين البارزين الذين جاءوا لزيارة الجناح بالمعرض واطلعوا واقتنوا الرواية. يعتبر معرض مسقط الدولي للكتاب بصمة رائعة في مجال الأدب وهو مكسب كبير لأي كاتب أو مثقف وقد لمست خلال المعرض وخارجه طيبة وأخلاق العمانيين وفرحتهم بوجود هذه التظاهرة الثقافية وترحيبهم الكبير بالضيوف وهذا ليس بغريب على أهل عمان. لقد كانت للتغطية الإعلامية الكبيرة دور كبير في جذب الزوار للمعرض والاهتمام بالثقافة والمعرفة. من القلب أقول لعمان شكرا جزيلا على هذا التنظيم الرائع وعلى هذه الجهود الجبارة ودامت عمان في تقدم وازدهار.