17 سبتمبر 2025
تسجيل(1 ) طموح أي شعب هو أن يعيش بكرامة ويكون بلده متطورا وراقيا وفي الريادة على كل الأصعدة، الطموح طبيعي ومشروع، لكن الطموح ليس أمنية ولا أغنية نرددها، أو كلاما معسولا يُقال في حصّة التلفزيون ولا مقالة تُكتب في جريدة ولا لافتة تُرفع في الشارع، أو شعار يردده المؤيدون والمريدون والمناضلون، الطموح يتحقق بالعمل والجدّ والتطلع للمستقبل، هكذا نهضت أممّ مثل كوريا الجنوبية واليابان من كبوتها فحققت الريادة بعدما كانت في ذيل الترتيب، وهكذا تفعل الصين اليوم بالإنتاج الغزير والعمل والسيطرة على الأسواق، وإعلاء قيمة العمل لدى شعبها ومضاعفة الإنتاج والتصنيع والمنافسة وتثمين المجهود البشري وإعطاء مكانة للعلم والعقل والمعرفة والتفكير والإبتكار والإبداع، هكذا سادوا وارتفعوا إلى الريادة بالجهد وليس بالتواكل والعواطف والكلام السطحي المتفاخر أو سياسة التنويم المخدرة للعقول. (2) أدرك الإعلام في الدول المتقدمة أهميته ورسالته ودوره بجانب الوطن والمواطن لذلك تراه منافحا مكافحا عن مطالب الناس، شارحا همومه ومعاناته ومعضلاته الحياتية اليومية، في تلك الدول أدركت المؤسسات الإعلامية خط المهنية والاحترافية وفرقت بين الإعلام والإعلان وفرقت بين الاحتراف والإتقان والمهنية والابتذال والإسفاف والرداءة، وبذلك حققت الريادة فجلبت ولاء المواطنين واستغنت عن التملق للمسؤول أو التودد لأي كان، لأنّها ببساطة تعتبر نفسها سلطة مستقلة بذاتها مهمتها تنوير الرأي العام ومراقبة السلطة التنفيذية وليس السير تحت أوامرها، أو التطبيل والتسبيح و بحمدها صباح مساء. (3) مكمن أزمتنا في الوطن العربي ضعف مُخرجات التعليم، التعليم الذي لم يتطور ولم يواكب وبقي حبيس العقليات البالية والمتكلسة، ويدور في حلقة الطُرق القديمة من التلقين والحفظ. الأمم التي نجحت طوّرت تعليمها وصرفت عليه الأموال والكوادر الأكاديمية المفكرة من أجل صناعة المناهج والبرامج الجيدة والطرق المبتكرة والنماذج الجديدة ومن أجل التعليم الحديث وما يتطلبه من عبقرية ودراية في علوم التربية والتعليم الحديثة. فالتعليم هو الأستاذ ما يحيط به من تكوين وارتقاء وتكفل اجتماعي، التعليم هوّ مدرسة ووسائل وأموال واهتمام الدولة، التعليم هوّ أمن قومي، التعليم هوّ رؤية وتحديث شامل لمنظومة ترهلت وشاخت ووجب اقتلاعها وإرساء أساسات جديدة ومبتكرة، وغير ذلك هو حرث في الماء ونفخ في الهواء لا يسمن ولا يغني، وأخشى ما نخشاه أن تمضي الأيام والسنوات ويتقهقر مستوى التعليم أكثر مما ينعكس على باقي مناحي الحياة. كاتب جزائري