15 سبتمبر 2025
تسجيل* أتى الشاعر عبدالله بن الزبير الأسدي إبراهيم بن الأشتر النخعي فقال له: إني قد امتدحتك بأبيات، فاسمعها، فقال: إني لست أعطي الشعراء شيئاً: فقال له عبدالله: اسمعها مني ثم ترى رأيك، قال هات: فأنشده:اللهُ أَعطاكَ المَهَابةَ والتُّقَىوَأَحَلَّ بيتَكَ في العَديدِ الأكثَرِوَأَقرَّ عينك يوم وَقْعةِ خازِرِوالخيلُ تَعثرُ بالقَنَا المتَكَسِّرِإنِّي مَدَحتُكَ إذْ نبا بي منزليوَذَمَمتُ إخوانَ النَّدَى من مَعشرِوَعَرفْتُ أَنَّكَ لا تَخَيِّبُ مِدحتيومتى أَكُنْ بِسبيلِ خَيرٍ أَشْكُرِفَهَلُمَّ نَحوي من يَمينكَ نَفْحَةٌإنَّ الزَّمانَ ألَحَّ يا ابنَ الأشْتَرِ* فقال ابن الأشتر: كم ترجو أن أعطيك؟ فقال ألف درهم، أصلح بها نفسي وعيالي، فأمر له بعشرين ألف درهم..أبو عدي والعرجي* ذكر صاحب كتاب الأغاني أن أبا عدي العبلي خرج يريد وادياً نحو الطائف، فمر في طريقه بعبدالله بن عمر العرجي (الشاعر) فأرسل إليه غلاماً له، فأعلمه بمكانه، فأتاه الغلام فقال له: هذا أبو عدي، فأمر أن ينزله في مسجد الخيف، فأنزله وأبطأ عليه في الخروج، فقال للغلام: ويحك! ما يحبس مولاك؟ قال: عنده ابن وردان مولى معاوية، وهما يأكلان القسب (التمر اليابس) والجلجلان (السمسم)، ثم بعث إليه بخبز ولبن، وبعث لرواحله بحمض (ما حلا من النبات) وقَدَّم إلى رواحل ابن وردان القَتَّ (الحب المدقوق) والشعير، فكتب إليه أبوعدي:أبا عُمَرٍ لم تُنزِل الركْبَ إذْ أَتَوامنازِلَهم والركب يَحفون بالركبِرَفَعتَ لِئامَ الناس فوق كرامِهموآثَرتهَم بالجُلجُلانِ وبالقَسْبِفأما بَعيرانا فبالحمضِ غُذِّياوأُوْثِرَ عَبَّادُ بنُ وَردانَ بالقَضْبِ* فكتب إليه العرجي:أتانا فلم نَشْعُر بِهِ غَيْرَ أَنَّهُلَهُ لحيةٌ طَالَتْ على حُمُقِ القَلبِكَرايةِ بيطارٍ بأَعلى حَديدةٍإذا نُصِبَتْ لم تَكسِبِ الحَمدَ بالنَّصبِ* وذكر الأصفهاني في كتاب الأغاني: أنه لما حُبِسَ الشاعر العرجي وضُرِبَ قال:مَعي ابْنُ غريرٍ واقِفاً في عَبَاءَةٍلَعَمري لقد قَرَّت عيونُ بني نَصرِ* فقال فتى من بني نصر يجيبه، وكان حاضراً عند ضربه:أَجَلْ قد أَقَرَّ اللهُ فيكَ عُيونَنافَبِئْسَ الفَتى والجارُ في سالِفِ الدَّهرِوسلامتكم...