13 أكتوبر 2025

تسجيل

وسائل التواصل الاجتماعي

27 فبراير 2014

لا اعرف من اين ابدأ موضوعي الذي عنونته بهذه الجملة المبهمة المعنى، نعم حين نذكر وسائل التواصل الاجتماعي فإننا ندخل عالما واسعا من الحداثة والتغيير بأنواعه السلبية والايجابية، ففجأه اصبح العالم مكشوفا امام الجميع مهما قلّ تعليمنا او تقدم وكأننا نقلنا نقلة جماعية حديثة وسريعة، وهذا التطور وهذه الحداثة جعلت الكثير منا يتنكر لعاداته وتقاليده ودينه بل يهمشها، فها نحن نرى العجب في وسائل التواصل الاجتماعي. نرى من يتخفي خلف اسم مستعار ويشعل الفتنة بأنواعها في اي موضوع يجد نفسه ضالعا فيه، متناسيا قيمه ودينه ومهملا لضميره، ويرى في نفسه العزة والنجاح كلما زاد عدد متابعيه، وهو لا يعلم بأنه يحمل اوزارا فوق اوزاره. للاسف اختفى الحياء واصبحت الفتاه تعرض اجزاء من مفاتنها دون وجهها وكأنها تخشى الناس اكثر من الله المطلع على كل شيء، بل زادت حتى اصبحت تعرض كل تفاصيل حياتها امام الجميع في برنامج الانستغرام وتتفاخر بل انعدمت الخصوصية واصبحت الكاميرا تصول وتجول في ادق تفاصيل حياتنا.حتى وصلتا إلى عدم مرور اي حدث حتى يتم توثيقه بالصور والتفنن في عرضه والتعليق عليه، بل اصبحت بعض البيوت عارية من الستر والحياء والخصوصية، حتى وصل بالبعض إلى التباهي بما يملكون من منازل او اثاث وسيارات وغيره وغيره الكثير، زاد التقليد الاعمى، زادت المقارنة الهدامة، زاد الحسد عند البعض، وقلّ الادب والاحترام، مع اننا نعلم بأن هذه الوسائل لم توجد لهذه الاغراض غير المفيدة ولكن اخذت هذا الطابع لاننا اسأنا استخدامها والتعامل معها، بل اسرفنا في استخدامها حتى شغلتنا عن حياتنا واهتماماتنا ودورنا في الحياة، اضاعت الكثير من الوقت الثمين جعلت الكثير يهمل في مسؤولياته، اخرجت البعض من حيائه وكشفت ستره وخصوصيته وجعلته كالكتاب المفتوح، وتناسينا الاهداف العظيمة التي وجدت هذه البرامج من اجلها وهي الانسياق خلف اي تطور وتقدم مفيد، ولكن دون ان نهمل قيمنا ونترك مبادئنا، فحداثة العالم تحتم علينا مجاراته ولكن علينا الحذر واخذ المفيد والانتباه للسيء حتى لا نكون ضحية التقليد الاعمى والاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة.كلمة أخيرةاذا لم يكن دخولنا لهدف تربوي او توعوي او تجاري او تبادل خبرات او هدف سامي يعود بالنفع على الفرد وعلى المجتمع فلسنا بحاجة إلى المزيد من ضياع هويتنا والإساءة إلى عروبتنا والتقليل من قيمتنا ووجودنا.