11 سبتمبر 2025
تسجيلالمسجد الأقصى المبارك على وشك السقوط النهائي في براثن الاحتلال الإسرائيلي اليهودي، فالمسألة لم تعد مجرد مخططات على الورق، أو خطط بعيدة المدى، لأن القدس تشكل العمود الفقري للمشروع الصهيوني كما قال أول رئيس وزراء لهذا الكيان:" لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل"، وهي عبارة جرى تطبيقها في كل العهود الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين عام 1948 في المقابل سقطت القدس من الأجندة العربية والإسلامية، ولم تعد قضية محورية وأساسية، وتحولت إلى "قضية إعلامية" وإغاثة إنسانية، والتبرع ببعض الأموال من أجل صناعة منبر جديد للمسجد الأقصى بدل "منبر صلاح الدين" الذي أحرقه اليهود عام 1968.الاعتداءات الإسرائيلية تطورت من استباحة ساحات الأقصى وقتل المصلين إلى تقويض أساسات المسجد بحفر الأنفاق التي تهدد بهدمه ومن ثم محاولة تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود وصولا إلى تقديم مشروع قانون في الكنيست لوضع الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية بالكامل، دون أن يكون هناك أي رد فعل غاضب من "أجل مقدسات العرب والمسلمين"، سوى بعض البيانات أو المناشدات.لقد حرص الكيان الإسرائيلي على تهويد القدس، فحاصرها بالمستوطنات والمستوطنين، وصادر الأراضي، وضيق الخناق على المقدسيين، وفرض عليهم الكثير من الضرائب، ثم اخترق المدينة بمزيد من المستوطنات ، وحول القدس إلى "حوض توراتي مقدس" وحدائق توراتية، وزرعها بأشد اليهود تطرفا، وغير أسماء الشوارع والأحياء، وهدم المباني التاريخية بل وبعض أسوار الأقصى، وتداعى اليهود في العالم لتقديم مليارات الدولارات من أجل تحويل القدس إلى مدينة يهودية، وعندما دانت لهم المدينة بأحيائها وأرضها شرعوا بتنفيذ الجزء الثاني من مشروعهم وهو هدم الأقصى وبناء "الهيكل اليهودي المزعوم" مكانه، ولم يتداع إلى نصرة الأقصى إلا بعض الفلسطينيين في غفلة وإهمال من العرب والمسلمين.احتلال الأقصى وتقسيمه ثم هدمه وبناء الهيكل المزعوم خطة حقيقية ترجمت عمليا على الأرض، ولا يبقى سوى تنفيذ الجزء الاخير منها عندما تحين اللحظة المناسبة، وهي لحظة يعتقد اليهود أنهم يعيشونها حاليا، ويبشرهم عدم وجود ردود فعل، وقبول السلطة الفلسطينية وضع القدس على طاولة البحث في الوقت الذي يرفض فيه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي التفاوض على القدس، باعتبارها "عاصمة اليهود والدولة اليهودية وعاصمة إسرائيل الموحدة"، وهو موقف تناغمت معه الإدارة الأمريكية التي اسقطت القدس من الحساب وتحدثت عن عاصمة فلسطينية في "قدس ما في الضفة الغربية"، مما يعني أن الإدارة الأمريكية وضعت المدينة المقدسة تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية، مع خلق "حالة إدارية" لتمكين الفلسطينيين من إدارة المسجد الأقصى إداريا تحت الحكم الإسرائيلي.سقوط المسجد الأقصى وتقسيمه وهدمه مسالة وقت لا أكثر، ولا أعتقد أن هناك من يكترث لهذا الأمر، سوى بعض الفلسطينيين، وكان الأقصى والصخرة للفلسطينيين دون سواهم من المسلمين، وهو أمر في غاية الغرابة، فقد اندلعت حروب بين تايلند وميانمار من أجل معبد بوذي، وثار العالم من أجل هدم تمثال بوذا في أفغانستان في حين يصمت 350 مليون عربي ومليار ونصف مليار مسلم في العالم على هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين.. إنه زمن السقوط الشامل الذي لابد من العمل للخروج منه في أسرع وقت ممكن.لن أوجه نداء للأنظمة العربية والإسلامية أن تفعل شيئا فلن تفعل، ولن أوجه نداءات لشعوب يقهرها الجوع والفقر والحرمان والدكتاتورية والطغاة فلهم مشاغل أخرى، ولكني أدعو الله أن يغير حالنا وأن يلطف بنا وأقول ما قاله جد النبي صلى الله عليه وسلم "للبيت رب يحميه".