13 سبتمبر 2025

تسجيل

ولسه يا مصر!

27 يناير 2016

من المؤسف أنه في الذكرى التي كان على شباب ثورة 25 يناير أن يحيوها بكل فرح، تأتي هذه الذكرى ليثبت الانقلاب أنه امتداد من حكم استبدادي قمعي لا يزال جاثماً على قلب مصر من خلال الشهداء الذين سقطوا بالأمس في ذكرى فوضى مصر التي أبقت على مبارك وأبنائه مرفهين حتى خلف القضبان التي لم تمنعهم من التمتع بأساسيات الحياة، وإنه حينما وقعت التفجيرات في سيناء ويقدم السيسي تعازيه لأهالي القتلى في القاهرة فهذا يؤكد ان هذه (الحدوتة) لم تمر على (فلتر الرئاسة) في القصر الجمهوري الذي تسكنه حكومة الانقلاب في مصر!.. فعدم إظهار صور قتلى الجيش رحمهم الله وخروج توابيت متشحة بالعلم المصري من مطار ليبيا متجهة إلى القاهرة يفسر سر اللغط الدائر اليوم وهو: أين قُتل كل هؤلاء إن كانت القيادة في مصر قد امتنعت عن إظهار تفاصيل أكبر عن تفجيرات سيناء سوى الخطاب المهزوز الذي خرج به السيسي حينما قال (ولسه حنشوف تاني وتالت مرة من ده)؟!.. هل يمكننا اليوم وبعد كل ما يجري في سيناء التي لا تزال حتى هذه اللحظة مصرية الأرض والهوية، وبعد هذا التصريح غير المفلتر أن نقول بأن سيناء يمكن أن تعود إلى أحضان إسرائيل بفعل فاعل رغم إعلان تنظيم الدولة الإسلامية عن تحويل العريش لإمارة إسلامية وتوعد مقاتليها للجيش المصري بالقتل الممنهج؟!..وهل يمكن أن يعي الجيش المصري مغبة ما فعله منذ أكثر من سنة حينما ترك مراكزه على تخوم البلاد واتجه ليدعم الانقلاب ليكمل دائرته السلطوية التي أحكمت سلاسلها على دماء شعب أعزل يقتل حتى هذا الوقت على يد من عليهم أن يحقنوا دمه ويوفروا له أمانه وأمنه؟!.. هل سنشهد في الفترة القليلة المقبلة مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن يستوفي الانقلاب مهمته الكاملة في سيناء وفق الخطوات التي بدأها منذ عهد مرسي وحتى لحظة التفجيرات التي جرت بشكل دراماتيكي وخرجت بمجموعة أسئلة لن يستطيع أحد الإجابة عليها من مدبري هذه التمثيلية هناك؟!.. ونحن كعرب ننتمي لجمهورية مصر العظيمة كبلد له ثقله السياسي والجغرافي والاقتصادي نرفض فعلاً أن تتحول مصر وتنحدر داخلياً إلى ما يمكن أن يؤثر على مكانتها لدينا وفي المنظومة العربية ككل وهذا ما يجب أن يتيقظ له شعب وجيش المحروسة إن كان لايزال فيها من الأحرار الذين يفكرون ويستوعبون أن حكم حسني مبارك لايزال قائماً حتى وإن جاء على شكل السيسي، وإن ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 التي أحياها الانقلاب بتراتيل عسكرية واحتياطات أمنية مكثفة خلفت شهداء أيضاً كانت مثل (الاستغماية) التي اختبأ فيها مبارك في شرم الشيخ حتى خروجه بريئاً معافى سالماً غانماً يدلي بتصريحات قيمة ويتلقفها إعلاميون بارزون ليدونوا كلامه الذي قال في آخر كلمات منه (أعجب من الذين ينتقدون السيسي وهو لسه ما قالش بسم الله) على اعتبار أنهم صبروا على مرسي ليقولها يا عيني!..لا يمكن أن نخفي ألمنا ولولا ثورة تونس التي عادت لبوادر الثورة من جديد رغم أننا قلنا أنها بدأت تحصد ثمار ثورة الياسمين من خلال صناديق الاقتراع وفوز من اختاره شعبها، لكنا قد آمنا بما يسمى بالربيع العربي رغم قناعتي بأنه لولا فشل ثورة 25 يناير المصرية لكنت فعلاً قد آمنت بثورات الدول العربية التي بدأت تأخذ طريقاً آخر على غير ما بدأت به مثل سوريا التي يقف العالم اليوم متحداً مع نظامها والمقتول شعب أعزل دخل في دائرة عدائه مع تنظيم داعش ليكون هو الضحية من أطفاله وشبابه للأسف.. أما تونس، فنحن حزينون لما وصلت إليه وإثباتها فشل الحلم العربي بكل جدارة!.. فهل علينا أن نهنئ تونس في إثبات هذا الفشل أم أن علينا أن نواسي مصر في فشلها الذي لم تتخلص منه أبداً؟!.. وما هو أكثر ثواباً وأجراً التهنئة أم التعزية ومشاركة المصريين البكاء على أبنائهم الذي تدور الشكوك الأكيدة اليوم على مقتلهم في أرض ليبيا وجاءت تفجيرات سيناء الأخيرة كغطاء شرعي على موتهم؟!..أفيدونا جزاكم الله خيراً رغم أن التعزية باتت بحجم التهنئة وربما ماثلتها أجراً!فاصلة أخيرة:مصر.. إن عدت ِ عدنا!