26 أكتوبر 2025
تسجيلأدى ازدهار الصناعة في جميع أنحاء الكرة الأرضية منذ مطلع القرن العشرين، إلى إطلاق كميات كبيرة من الغازات السامة في الغلاف الجوي مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون، وغيرها وهذه الغازات المنبعثة، شكلت طبقة غيمية كبيرة حول الكرة الأرضية، علاوة على حرق الوقود الأحفوري وحبس نسبة معينة من الإشعاعات، وحدوث ما يعرف باسم البيت الزجاجي وارتفاع حرارة سطح الأرض عن معدلاتها.. يتوقع العلماء أن يزداد ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار مستقبلاً ليصل إلى حوالي خمسة أمتار، وهذا يعني غرق بلدان سياحية كبيرة، مثل طوكيو وباريس وبنغلادش وهولندا. أما المشكلة الأخرى التي تؤدي إلى الإخلال بالطبيعة وتهديد الحياة والبيئة على الأرض، فهي استخدام غاز (الكلوروفلوروكربون) الذي يعتبر الغاز الأكثر عدائية لطبقة الأوزون التي تحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية، كما سبق القول، ونستخدم هذا الغاز في الصناعات مثل صناعة الثلاجات، ومواد التجميل، والمبيدات الحشرية، لذلك نلاحظ وجود تآكل في طبقة الأوزون من خلال الصور الملتقطة للغلاف الغازي بوساطة الأقمار الصناعية، الخاصة بدراسة الغلاف الغازي الأرضي. ونتيجة لهذا التآكل في طبقة الأوزون، فقد أخذت الدول المتقدمة تعمل على منع استخدام هذا الغاز في الصناعات المذكورة، خوفاً على البيئة والحياة الأرضية، لذلك استخدمت غازات بديلة عن غاز (الكلوروفلوروكربون) وتعتبر "صديقة" لطبقة الأوزون، ومع ذلك نجد ـ وللأسف الشديد ـ العديد من الدول والمصانع التي لا تحترم البيئة وما زالت مصانعها تبعث الغازات السامة في الغلاف الغازي الأرضي، دون الاكتراث بمستقبل الحياة وسلامتها على هذا الكوكب الجميل، كما زاد في تفاقم المشكلة معارضة الولايات المتحدة، للالتزام باتفاقيات حماية البيئة.. ونظراً لوقوع دولة قطر في منطقة تتسم بطول فترة فصل الصيف والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، نجدها تواجه تحديات بيئية يلزم التصدي لها، مثل معدلات استهلاك الطاقة، وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن مخاطر على الأمن الغذائي ووفرة المياه، وهي القضايا التي تتخذ دولة قطر خطوات جريئة للتعامل معها، ومع ما يترتب عليها من تحديات، إلى جانب ما تطلقه من مبادرات لمعالجتها، وكل ذلك على نحو بيئي سليم. وتعد مشروعات إعادة تدوير المياه الرمادية والمياه السوداء، أحدث الابتكارات التي يجري بالفعل تنفيذها في دولة قطر. المياه الرمادية هي مياه الصرف الصحي الناتجة عن استخدام المغاسل وأحواض الاستحمام وغسالات الأطباق وأدوات المطبخ الأخرى، في حين أن المياه السوداء هي الناتجة عن استخدام المراحيض.. بما أن رؤية قطر 2030 قد أكدت في ركيزتها البيئية على أهمية قضية التغير المناخي، وعلى ضرورة أن تحقق دولة قطر الريادة في هذا المجال، وتعتبر دولة قطر من الدول السباقة في مجال التغير المناخي، حيث إنها من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 1996، والتي تعد إحدى الاتفاقيات البيئية المهمة التي تمخضت عنها قمة الأرض، التي عقدت في ريو دي جانيرو من عام 1992.. كما صادقت دولة قطر على برتوكول "كيوتو" المنبثق عن اتفاقية التغير المناخي في عام 2005.