16 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى لا تضيع حياتنا

27 يناير 2015

نخرج إلى هذه الدنيا بدون أى شيء، نكبر ونبدأ بالتعلق بالماديات تدريجياً..ابتداء من دميتنا المفضلة فى طفولتنا حتى الحقائب والسيارات والمنازل والمال..ثم نرحل كما أتينا..بدون أى شيء..وكأننا لم نحصل على شيء فى هذه الحياة.فى كل مرة أتعمق أكثر فى الحياة وأحاول فهمها..أجد نفسى تتطهر من الماديات، وتحاول البحث عن أشياء أهم..وأنا لا أقول أن الماديات غير مهمة، لكنى أحزن عندما أرى الناس يشعرون بالسعادة والكمال فقط عند امتلاكهم اياها، بالاضافة الى من يرى قيمة الناس على حسب ما يملكون فى جيوبهم ومنازلهم وحساباتهم البنكية.نحتاج أن نعيش بشكل مختلف..أن نشعر بما لا نراه.. ونُقدر مالا نستطيع لمسه..ونبحث عن كل الأشياء العظيمة التى لا نستطيع تسعيرها..لأنها ببساطة لا تُقدر بالثمن.تقول الشاعرة الأمريكية الراحلة ايميلى دكنسون: (لو أنى أستطيع أن أخفف آلام انسان، أو أسكّن ألماً،أو أساعد عصفوراً صغيراً هزيلاً ليعود الى عشّه ثانية، فلن تكون حياتى هباء) فلا يوجد أجمل من أن نمسك بيد من يحتاجنا، ونخفف ألم من يتألم من ظروف فى حياته، أو نستمع لمن يحتاج الى من يفهمه، ونقف مع المظلوم فى وجه الظلم، ونتشارك بنعمنا مع من يفتقدتها، ونبتسم فى وجه كل من يقابلنا، ونجعل أيام الأحبة والغرباء أجمل، ونُعد وجبة طعام لجائع،ونكفل يتيماً ليس له أحد، ونترك بقية طعامنا لقطة فى الشارع، ونُقدم الماء لعصفور عند نافذة غرفنا، ونمسك بيدى عجوز يحاول معرفة طريقه، ونُحب أكثر..ونكره أقل.علينا أن نعيش كنسمة الربيع، كعابر سبيل، ككلمة لطيفة، كقهوة الصباح..نمشى فى دربنا ونترك أثراً جميلاً حولنا، بدون صخب واحتفال..حان الوقت لنجعل هذا العالم أفضل، فنحن موجودون هنا على أى حال فى فترة من حياتنا..فلماذا لا نفعل شيئاً جيداً لا يجعل حياتنا تضيع؟