12 سبتمبر 2025
تسجيلتتمتع مصر بروح قل نظيرها، ويثبت الشعب المصري دائما أنه صلب لا يكسر، وأنه قوي الإرادة والعزيمة والهمة، لا يكل ولا يمل عن مقارعة الطغيان والظلم، ويظهر علو كعبه بخروجه في الذكرى الرابعة لانطلاقة ثورة يناير، ليتحدى الانقلاب العسكري والجنرالات الفاسدين.خرج ملايين الثوار المصريين في الشوارع والميادين والقرى والنجوع،في أكثر من 600 مظاهرة، لكسر الانقلاب والإطاحة بنظام العسكر، مما أرعب الانقلابيين وجعلهم يستغيثون بـ"البلطجية" والمجرمين لمواجهة المتظاهرين.هذه الإرادة المصرية أرعبت الانقلابي عبد الفتاح السيسي وجنرالاته الفاسدين، فحولوا الشوارع والميادين إلى ساحات حمراء للدم، فقتلوا 25 متظاهرا، وسفكوا دماء الأبرياء الذين يطالبون بحريتهم، وجرحوا المئات بالرصاص والخرطوش، واعتقلوا الآلاف من مؤيدي الشرعية ومناهضي الانقلاب.لقد أدمن قادة الانقلاب وعساكره سفك الدم المصري، وأدمنوا صبغ الشوارع بلون الدم الأحمر القاني، كما فعلوا في مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري ومسجد القائد إبراهيم، ومسجد النور، وحرقوا الجثث وجرفوها بالجرافات ونقلوها إلى أماكن مجهولة ودفنوها في مقابر جماعية، كما قتلوا المعتقلين في سيارة الترحيلات بالغازات السامة. بعد 4 أعوام من الثورة وأكثر من عام ونصف على الانقلاب، يعلن المصريون أن ثورتهم لا تزال تنبض بالحياة وأنها تتجذر في مواجهة النظام الانقلابي الوحشي الهمجي الذي لا يتردد باستخدام آلة القتل الدامية، ويعلن المصريون أنهم لن يهادنوا الجنرالات والدولة العميقة والإعلاميين الفاسدين والقضاة الأكثر فسادا ورجال الأعمال المتعفنين ورجال الدين الذين تحولوا إلى "بيادات" للعسكر.لقد توهم العسكر والجنرالات الانقلابيون أن الشعب المصري سوف يستسلم ويرفع الراية البيضاء، وعاشوا في مستنقعات الإثم الإعلامية الآسنة، التي صورت الشعب قطيعا مستكينا على مذبح العسكر وتحت سكاكينهم، وهو ما بدده اجتياح المصريين للشوارع والميادين في ذكرى انطلاق ثورة يناير، لقلب السحر على الساحر من الأفاقين الذين يروجون لخضوع الشعب، وأثبتت المظاهرات العارمة أن جذوة الثورة مشتعلة وأنها ماضية في طريقها بلا توقف حتى إسقاط حكم العسكر، مما أفقد الانقلابيين وأدواتهم الإعلامية عقولهم، إلى درجة دفعت بعضهم إلى التحريض العلني على قتل كل المتظاهرين.لقد كانت مصر كلها على الموعد، في تحديها للنظام العسكري الانقلابي، ولم يمنعهم القتل والرصاص من التعبير عن إصرارهم عن نيل الحرية والكرامة والعدالة، وبرزت "المطرية" مثلا على التحدي حتى حده الأقصى رغم تعرضها إلى اجتياح عسكري.الجديد في ثورة يناير أنها تنتقل من اللون الأبيض إلى اللون الأحمر بسبب النظام الانقلابي الدموي، وأنها تنتقل من السلمية إلى المواجهات العنيفة بسبب استخدام العسكر لآلة القتل بطريقة همجية بربرية، فلكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتعاكسه في الاتجاه. العسكر لا يفرقون في القتل بين يساري أو إسلامي أو ليبرالي طالما يعارضهم، فقد قتلوا الناشطة اليسارية شيماء الصباغ التي لم تكن تحمل سلاحا، ومعها 24 آخرون بدم بارد، وهم مستعدون لقتل الملايين من أجل البقاء في السلطة.الحل الوحيد لوقف دوامة الدم في مصر هو إسقاط الانقلاب والحكم العسكري ومحاكمة الجنرالات الانقلابيين ومؤيديهم على ما اقترفوه من جرائم، وهدم الدولة العميقة على رؤوس أصحابها، وهذا ما سيحدث لأن ثورة يناير مستمرة حتى النصر بإذن الله.