15 سبتمبر 2025
تسجيلالأم في أي مكان وزمان هي الأم هي الوطن وهي السند وهي الصدر الحنون وهي الجامع لشتات الأولاد وهي السند والمعين على مصائب الأيام وتقلبات الدهر فيارب بارك وأطل عمر جميع الأمهات وارحم واغفر لمن فارق الحياة.والحقيقة قد لفت انتباهي خبر نشرته صحيفة "الديلي ميل" حول ثلاث شقيقات في ولاية جورجيا تزوجن في يوم واحد...فقط قبل 12 ساعة من وفاة والدتهن.حيث أكدت الصحيفة أن الشقيقات الثلاث سارة وكايلى وجودي اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 — 21 — 22 عاما، قررن الزواج عندما علمن أن سرطان الثدي قد تمكن من أمهن، واتفقن على عقد عرس مشترك، وعندما تدهورت حالة الأم« بيكي»، قررت الفتيات الثلاث إقامة الحفل لتحقيق أمنيتها الأخيرة وهي حضور حفل زفافهن، واحتفلت الفتيات فعلا بزواجهن في حضور أمهن بيكي ووالدهن أوتيس الذي جلس في الصف الأمامي وسط أفراد العائلة والأصدقاء.وتوفيت الأم بيكى بعد 12 ساعة فقط من حفل الزفاف، وقالت الإبنة سارة: «فقدانها لا يعني فقط فقدان الأم بل الأم وأعز صديق لنا»، وقالت كايلى: "أنها كانت تمتلك ابتسامة تهون كل صعب"وكتبت الأم بيكي قبل وفاتها على الفيسبوك: "أشكر الله لأني أستيقظ كل يوم وعندي كل هذا الدعم، زوجي المحب وبناتي الجميلات.. شكرا لأنكم وقفتم بجانبي طوال حياتي"، والحقيقة أن تلك الحكاية المؤثرة جعلتني أفكر في كثير منا ممن لا يلبي رغبات أمه ويظل يعاند ويكابر ظنا منه انها ستعيش أبد الآبدين ثم يفاجأ ذات يوم صعب، بانها فارقته، فيعض أصابعه ندما على انه لم يكن طائعا لأمه بارا بها.والحقيقة يحز في نفسي وانا أسمع برنامج "وطني الحبيب" أو أقرا صحيفة عن أم لم تر أولادها منذ سنوات أو أم تركها أبناؤها في دار المسنين وهي في شوق لزيارة واحد منهم.كما تحز في نفسي هذه الأعمال الدرامية الخليجية التي تبرز جفاء في تعامل زوجة الابن مع الأمهات حيث بات من المالوف أن نجد ابنا يطرد أمه من بيته ارضاء لزوجته وهذا ترسيخ خاطئ يصب في وعي المتلقين أن هذا شيء عادي يحدث وهذا في حد ذاته كارثة كبيرة وجرم لو تعلمون عظيم.والأم كما يقول العلماء هي محل البرّ والإكرام كالوالد لا فرق بين السيء منهما والحسن من حيث وجوب ذلك البر كما قال تعالى: "وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً" [الإسراء:23]،.والأم أطلقها الله عزّ وجل على الأصل الكريم الذي هو رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء، والحب والحنان، وهي الأصل الذي يتشرف الولد به، ويفخر بنسبه له ونسبته إليه، وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى(ع)، فهو حين تكلم عن وجوب البر والإكرام ذكر وصف "الوالدة"، فقال: "وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" [مريم:32].