15 سبتمبر 2025

تسجيل

السياسة العرجاء في إدارة الدولة

27 يناير 2014

لا يمكن لعملية سياسية في أي وطن ومجتمع أن تستمر في مسار مستقيم في حالة إقصاء منهجية لطرف أو عدة أطراف من المكونات السياسية أو الاجتماعية، ذلك يجعل السلطة عرجاء وعوراء وغير ذلك من المترادفات التي تعزز الفهم بوجود خلل بنيوي في السلطة ومؤسساتها والدولة بشكل عام، وحين يصبح لا مناص من ذلك يمكن اتباع سياسة احتواء أو حوار يطرح تنازلات ضرورية لاستقامة حال الوطن.الكبت الوطني وتضييق الحريات لا يأتي بخير على وطن، ومن يمارس ذلك لابد وأن يسقط في فخ الشرف السياسي ويعمل على تآكل سلطته، لأنه لابد لكل طرف في المعادلة السياسية أن يتواجد بشكل أو بآخر في إطار دستوري يكفل حرية الممارسة والتعبير وفي ذلك مناعة ضد العنف الذي يأتي من انفجار المكبوتين الذين يجدون أنفسهم في زاوية ضيقة في وطن ومجتمع هم جزء منه.من مأثورات ابن خلدون قوله إن الخير هو المناسب للسياسة، وذلك الخير يعني في أبسط مفاهيمه السماح للآخر المعارض أو المتحفظ بالتعبير عن نفسه في ظل فقدانه للسلطة أو المشاركة فيها على ألا يخرج ذلك عن ثوابت المجتمع والوطن أو يعمل على تخريب الاستقرار أو التقليل من هيبة الدولة وقائدها متى توفرت له شروط الشرعية، أي أن يكون الجميع سواء في ميزان العدالة الاجتماعية والحقوق الوطنية.ولا يتصور كيف يمكن لدولة أن تنهض وتواصل مسيرتها السياسية والتنموية إذا تم تعطيل قطاع واسع من المجتمع يوجد في المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة، ذلك غير منصف وغير مجد، وأيا كانت المبررات للتعسف في مصادرة حقوق الطرف الآخر السياسية والاجتماعية، فإنه ينطوي على خطأ حقيقي وخطر مؤكد على مستقبل الدولة والسلطة، لا يمكن التعامل مع هذا الطرف على أنه نشاز وغير مرغوب فيه وعليه أن يبقى صامتا وساكنا لا حول له ولا قوة.الحوار يعمل على تقريب الأطراف السياسية والاجتماعية ويحفظ للدولة استقرارها، ونشر الكراهية لحد الإقصاء وتمايز المكونات الوطنية إنما هو سلوك غير حضاري ولا ينتهي بخير على نحو ما أشار إليه العلامة ابن خلدون، فلا يوجد في عالم السياسة سياسيون أنقياء حد النقاء وإنما هناك تشوهات ومآخذ والتنازل هو الذي يحدد وجهة الدولة التي تتسع للجميع ولا تضيق بطرف لصالح آخر.إعلامي سعودي*