16 سبتمبر 2025

تسجيل

وأيضا سامحونا.. أين المعايير يا مكتب المعايير؟

27 يناير 2011

بعضهم يطبق المقولة الشهيرة " إذا لم تكن معي فأنت ضدي "، وذلك ممكن إذا لم نتعلم من قيادتنا الحكيمة أننا نعيش في جو ديمقراطي تحكمه المصلحة العامة وكم من مرة نطقنا وقلنا " قطر أمانة فلا تضيعها "، لذلك فإنه من الواجب علينا كتربويين أن نوضح ونستوضح ولأننا في جريدة الشرق وكوسيلة إعلامية لم نتعود إلا قول الحقيقة التي هدفها رفع مستوى التعليم في قطر ولذلك فعندما غضب البعض من مقالنا الأخير " سامحونا مكتب التطوير يحتاج إلى تطوير"، فإنه لم يعرف الفرق بين النقد البناء الذي لا يصل، ومعاذ الله أن يصل، للتجريح وبين الحديث في الأشخاص بعينهم فإننا ننقد عملا لا أشخاصا ونعود إلى موضوعنا الرئيسي (مكتب المعايير في المجلس الأعلى للتعليم) وهنا نسوق بعض الملحوظات لعلها تصل لمَن يعيها ويفهم مبتغانا فيها. أولا: ليس هناك وضوح في دور مكتب المعايير ودوره في مبادرة تطوير التعليم وذلك حال كثير من الإدارات وتداخل أعمالها وكلنا نعلم دور معايير المناهج في أنها العمود الفقري لصياغة وبناء المحتوى في المواد التعليمية. ثانيا: وهي مصيبة عظمى لمسها الكثير من مديري ومديرات المدارس ومعلميها ومعلماتها في عدم معرفة بعض أخصائيي معايير المناهج لبعض المفاهيم الرئيسية فهل من المعقول ألا يفرق أحدهم بين المعيار والهدف!. بل إن أحدهم، كما أخبرتني إحدى الأخوات أنها سألت إحداهن عن معنى المعيار وتطابقه مع الأهداف وكيف يحقق بالأنشطة والإجراءات فقامت تتخبط يمنة ويسرة وذلك دليل على قلة خبرة البعض منهم في التربية الحديثة وإن طالت سنوات خبرته ولقلة الدورات التدريبية في أصول المناهج التي أعطيت لهم. ثالثا: لا نمانع بل ونشجع تعيين الموجهين السابقين ذوي الخبرة لكن لا بد أن يكون لهم دور في نقل الصورة الحديثة المطلوبة للمناهج وذلك بإفهامهم أن دورهم المساندة والدعم لا التفتيش!. رابعا: تغذية راجعة.. عفوا "رجعية" من المعلوم في مجال العمل بالضرورة ان التغذية الراجعة الفاعلة هي التي تظهر نقاط القوة وتبحث سبل تعزيزها وتطويرها وتبحث أسباب نقاط الضعف وعلاجها. ومن يقدم نصفا دون نصف فمثله كمثل الذي يصفق بكف واحد!!!!. يخرج مكتب معايير المناهج بنموذج تغذية راجعة لا يرى إلا السلبيات أو لنقل الجوانب التي تحتاج إلى تطوير فقط حاله حال نماذج مستشاري المدارس في مكتب المدارس المستقلة عند زيارتهم للمدارس. نموذج يعتذر عنه أخصائي المعايير قبل أن يرسله لأنه يعلم أن ما يقوله شفهيا في المدرسة يحوي الجانبين وما يرسله في نموذج التغذية الراجعة لا يحوي إلا جانب واحد. وفي بعض المدارس يتم الاتفاق سلفا بل والفصال أحيانا على عدد النقاط السلبية التي ستذكر في التقرير. فمَن إذا يخدع مَن؟؟ وعندما تسأل عن مبرر مكتب المعايير عن هذا يقول إن الايجابيات هي واجب المدرسة ولا تستحق الشكر عليه..!! والله إنها إجابة تنم عن عدم وعي بالفرق بين الشكر والثناء وبين تعزيز الإيجابيات. فالشكر مفهوم إنساني تقوم به عندما يقدم لك شخص معروفا ما، أما تعزيز الإيجابيات فهو مفهوم مهني بحت أهدافه لا يسع المقام للتعرض إليه، وتلك ملحوظة نوجهها أيضا كما ذكرنا للإخوة والأخوات في مكتب المدارس المستقلة وزيارات مستشاري المدارس!. خامسا: لا يوجد في المكتب اخصائيو مناهج متخصصون لصياغه المناهج التعليمية في ضوء احتياجات المرحلة العمرية وخصائص النمو والمرحلة الدراسية. سادسا: يقوم المكتب باعتماد الكتب التي تؤلف في الخارج والبعض منها يحوي من الغث بما لا ينسجم مع الواقع او البيئه القطرية. سابعا: لا تكاد ترى في أية مدرسة مستقلة استقرارا في المناهج لعامين متتاليين؛ فهذا عام اعتمد على تأليف مادة معتمدة على المعايير وذاك عام هدم الذي قبله معتمدا على مخططات العمل وعام آخر حل الكتاب فيه محل المنهج وارتاح له المدرسون فقاموا بتدريسه كله ما كان مطابقا للمعايير وما لم يكن مطابقا. وهذه مدرسة معتمدة كل الاعتماد على مادة قام معلموها بتأليفها واعتمدها مكتب المعايير الذي هو جل أخصائييه لم يلتحقوا بالمبادرة إلا هذا العام ولا يدرون عن المعايير أكثر من المعلمين. وتلك مدرسة اعتمدت كتاب مدرسة أخرى. وثالثة آثرت راحة البال فأخذت بتلابيب كتاب يتماشى أو قد لا يتماشى مع المعايير.. لا يهم المهم أنه في قائمة معتمدة في المجلس.!، ثم يأتي الفوج السابع الذي لا تدري أهو محظوظ أم مظلوم فتقرر عليه مواد معتمدة من مكتب المعايير ليدرسها بدون مناقشة بل أيضا خطط دروس ووحدات معدة له سلفا!. ونظرا لأن كل هذا قد أنجب خططا وسياسات لا أول لها من آخر لا ترابط بينها ولا انسجام يتأثر طلابنا بهذا أيما تأثير فتجد الآن في مدارسنا مدرسة تدرس قواعد غاية في الصعوبة لطلاب صف ما وفي المدرسة التي بجانبها يدرس طلاب نفس الصف ونفس المادة أمورا بسيطة وسطحية. والتأكد من هذا سهل ميسور: اختر صفا ما ومادة ما ثم خذ المادة العلمية التي تدرس من خمس مدارس مختلفة ويا لهول ما ستجد..!، ثم يجلس جميع الطلاب أمام نفس الاختبار. أين مصداقية المنهج؟، سؤال بريء!.. أليس كذلك يا مَن تفهمون النقد بالمقلوب؟!. ولنا عودة بحول الله [email protected]