17 سبتمبر 2025

تسجيل

موسم النظر إلى العربية

26 ديسمبر 2020

إن وظيفة اللغة الأساسية هي التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وتبليغ الآراء والأفكار، فاللغة بهذا الاعتبار وسيلة للتفاهم بين البشر، تمثل اللغة أداة لا غنى عنها للتعامل بها في حياتهم، اللغة من أهم الوسائل الرئيسة للتواصل بين البشر على مر العصور، تحمل اللغة في طياتها معاني مختلفة، فاللغة هي التي لا يمكن فصلها عن الإنسان كونها ظاهرة فكرية مرتبطة به دون غيره من الكائنات الحية. واللغة العربية لها أصالة وعراقة، حيث إنها هي الأقدم بين اللغات العالمية، بل إن كل لغات تم اقتباسها من اللغة العربية الخالدة التي لا يمكن أن تنتهي كغيرها من اللغات القديمة والتي اندثرت عبر آلاف السنين وتم استبدالها بلغات أخرى. إن هناك تساؤلات كثيرة تثار حول اللغات القديمة، أين ذهبت تلك اللغة الفرعونية واللغة القبطية وغيرها الكثير من اللغات الأخرى التي لم تكن موجودة اليوم إلا في كتب التراث، بينما اللغة العربية نشأت قبل كل تلك اللغات ولا تزال حية نشيطة متوارثة. ظهرت على وجه الأرض الكثير من اللغات، ولكن مع مرور الزمن ذهبت كلها مع أدراج الرياح، أما اللغة العرية فإنها حظيت بما لم تحظ به لغة أخرى من عوامل القوة والبقاء، وهي اللغة الوحيدة التي كتب لها البقاء والخلود. اللغة العربية ثابتة في أصولها وجذورها متجددة بفضل مزاياها وخصائصها، ورغم صمودها الشديد عبر العصور والقرون، واجهت الكثير من التغيرات التي طرأت عليها، ولكن هذه التغيرات لم تمسها بسوء، لأن في اللغة العربية الكثير من اللين والتكيف لمواكبة كل الأحداث والعصور، وظلت العربية العربية تسير سيرها الطبيعي نحو التقدم والازدهار وتسهم في بناء الحضارات العالمية. تمتاز اللغة العربية عن سائر اللغات بمكانة فريدة ومنزلة سامية، فهي لغة القرآن الكريم ووسيلة أداء الواجبات الدينية للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بدأت اللغة العربية بكتاب الله مرحلة جديدة في حياتها الخالدة، وكأنما تعاطت في آياته إكسير الحياة وسر البقاء واستمدت من كلماته شجاعة المواجهة وروح الثابت. اللغة العربية هي لغة ملكت مقومات ريادتها على مدى قرون وقرون، واستوعبت ثقافات وحضارات عريقة على مدى التاريخ، وحملت دوما كنوزاً في كل أنواع المعارف والعلوم والثقافات، اللغة العربية هي اللغة التي تؤثر ولا تتأثر باللغات، فبقيت العربية كما كانت، راسخة القدم مبنى ومعنى، قادرة على مواكبة الحضارة. اللغة العربية ليست كأي لغة من اللغات الأخرى، بل هي فريدة من نوعها، قد اختارها الله تعالى من بين اللغات جميعاً لتكون وعاء لكتابه الخالد القرآن الكريم، لم تنته اللغة العربية ولن تنتهي أبدا حيث جاء القرآن الكريم حافظا هذه اللغة العظيمة إلى يوم الدين. [email protected]