11 سبتمبر 2025

تسجيل

قصص الأطفال تتجاوز حدود اللغة والأخلاق

28 يونيو 2024

إن أطفالنا بوابة عبور لمستقبل أفضل، وعلى عاتقهم يتوقف بناء الغد أو يُهدَم، تعمل قصص الأطفال على إكساب الطفل الكثير من المعلومات وتساعده في غرس القيم والمبادئ الخلقية السليمة التي تساهم في تربيته وتوجيهه، فالنمو العقلي يخضع لمظاهر تطور العمليات العقلية المختلفة التي تبدأ بالمستوى الحسي الحركي وتنتهي بالذكاء العام الذي يعتمد على نمو الجهاز العصبي، كما تساعد قصص الأطفال الطفل على إثارة نزعات كريمة في نفسه، وتعمل على بث العواطف النبيلة وطبع الخلق الفاضل، وتدفع الطفل إلى حب الخير. تلعب قصص الأطفال دورا حيويا في مجال تعليم اللغة والتربية الخلقية، حيث تقدم هذه القصص عالما سحريا للأطفال، ما يجعل المتعلمين الصغار ينغمسون في مشهد لغوي لا يغذي مهاراتهم اللغوية فحسب، بل يمدهم أيضا بالقيم الأخلاقية الأساسية. تتضمن قصص الأطفال والحكايات التي يتربى على سماعها كقصص قبل النوم أو حدوتة قبل النوم التي ساهمت في تنشئة الأجيال عبر السنين قبل بداية تطور الطباعة ونشر قصص للأطفال، هذه القصص التي علمت الأطفال وشاركت في تربيتهم بطريق غير مباشر يعتمد على الحكايات ذات المغزى والحكمة وراء أحداثها. ومن خلال قراءة القصص، يتفاعل الأطفال مع شخصيات وبيئات متنوعة، فإنهم يستوعبون الكلمات والعبارات الجديدة بسهولة، مما يبنى أساسا لغويا قويا، حيث توفر قصص الأطفال بوابة للتقاليد والأعراف المجتمعية المتنوعة. تقدم هذه الحكايات المتجذرة في السياقات الثقافية، نافذة على عادات وقيم المجتمعات المختلفة، مما يعزز المنظور العالمي ويغذي الحساسية الثقافية. تلعب قصص الأطفال دورا مهما في تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية والتي تنقل في المعضلات الأخلاقية للعقول الشابة فرصا للتفكير في عملية صنع القرار الأخلاقي كما تساعد هذه القصص في صقل مهارات الاتصال من خلال مع هذه الحكايات فيما تساهم مناقشة القصص وتلخيص الحبكات والتعبير عن الآراء في تطوير التعبير اللفظي بشكل واضح. وعلى المستوى المعرفي الأوسع، تساهم الطبيعة المغامرة لسرد القصص في تعزيز ذاكرة الأطفال لأن استحضار التفاصيل والشخصيات وخطوط الحبكة يعزز تنمية الذاكرة، حيث تحتل قصص الأطفال أهمية كبيرة في تنمية الثقافة، والفهم، وقوة الإدراك، وإشاعة جو القراءة في المجتمع وترغيبها. إن قصص الأطفال تثير اهتمام الأطفال وتمنحهم الدافع القوي للتعليم، فإن الطبيعة الجاذبة والممتعة للسرد تجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية وتعزز الموقف الإيجابي. إن تأثير قصص الأطفال يتجاوز حدود اللغة والأخلاق، ويترك بصمة لا تمحى على التنمية الشاملة للعقول الشابة. الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية، كولكاتا - الهند