15 سبتمبر 2025
تسجيلانتهى (العيد الوطني) واسمحوا لي أن أسير على منوال من أسموه (عيداً) وأتخلى قليلاً عن (مثاليتي) — أو هكذا يطلقونها علي — التي تكرر ان لا عيد ثالثاً لعيدي الفطر والأضحى المباركين!..اليوم وبعد انتهاء (الدوشة والهُليلة) التي سبقت وصاحبت ولحقت هذا (العيد) دعوني أطلق ما يحتبس في خاطر قلبي المسكين الذي كلما انتظم نبضه عاد المؤشر العام ينبئ بأن هذه الدقات ستتوقف وستضيع (حوبتي) بين الكثيرين وبالأحرى بين المسؤولين الذين حتى هذه اللحظة يرون من (اليوم الوطني) لدولتنا الفتية فرصة (للانفلات الخلقي والديني) بحجة (خلوهم يستانسون.. يستاهلون)!.. ففي (مسيرة الوطن) — وقفوا كثيراً تحت كلمة الوطن لأنها هي التي تؤلمني اليوم وهي التي تجعل مني نزفاً وليس قلمي فقط — كانت (المهازل الأخلاقية) تحدث والحجة فرحتكِ يا قطر!.. غاب الحياء وحضرت الوقاحة والحجة فرحتكِ يا قطر!.. اشرأبت الأعناق للمغازلة وتبادل الأرقام جهراً لا سراً والحجة فرحتكِ يا قطر!.. تمازجت اللهجات بعبارات فاضحة والحجة فرحتكِ يا قطر!.. لم يحترم ضيوفنا الباقي من بقية الالتزام فينا ومارسوا تجاوزاتهم في الاستعراض وهتك حرمة مركباتنا والتطاول على الفتيات والحجة فرحتكِ يا قطر!..وقفت الفتاة تقهوي الضيوف من (درايش السيارات) وابتسامة وقحة تعلو المحيا وتعد بالكثير والحجة فرحتكِ يا قطر!..رقص الشاب حتى آلمته خاصرته ودار بين السيارات مترنحاً يضرب النوافذ المغلقة ويرش على الوجوه و(يستعبط) ويغازل والحجة دائماً فرحتكِ يا قطر!..يا لقطر هذه!..يا لقطر التي تتحمل قسراً توابع فرحتها المشوهة التي طالت عقولكم الصغيرة وجعلتم منها (فرحة وطن)!.. أي فرحة يا هؤلاء وقد كانت صبيحة ذاك اليوم شاهدة على عروض عسكرية مهيبة لرجال أشاوس قادرين على حفر الصخور بأظفارهم لأجل أمن وقوة وتطور وتقدم وحياة ومستقبل قطر ليأتي مساء اليوم نفسه وينسينا من أين أشرقت شمس الصباح؟!.. وقد وصل بنا الحال لأن نأخذ (دلالنا وملالنا) ونقهوي ضيوفنا الذين من المفترض أنهم جاؤوا لمشاركتنا الفرحة تحت شعار كبير تندر به الكثيرون وهو (لولا غلاكم ما تعنينا) وتمتد أيادٍ جريئة بالفناجين لتثبت أن الضيافة القطرية تأخذ شكلاً جديداً أو لنقل (نيولوك) من أجل أن يقال (يحليلهم بنات قطر..كريمات ويعرفن السنع) بغض النظر إن كن مواطنات أو مقيمات خليجيات أو عربيات، فمن يعيش على أرض قطر يجب أن يحترم أرضها ولا يلصق باسمها الكبير ما يجعلني اليوم في هذا المقام الناقد الناقم على كل فصول المسرحيات الهزيلة الهزلة التي حدثت في (المسيرة) التي للأسف يرى الكثيرون منها شباباً وفتيات انها فرصة لتجديد مواثيق الحب وتنمية علاقات أخرى تقصي ما سبقها من علاقات فاشلة!.. فصاحبة اليد الشهيرة التي تصدرت الصفحة الأولى من جريدة الراية وأخبار البلاك بيري والمجالس عموماً مابين رافض غيور مستنكر ومسالم يبرر الفعل على انه ليس كما أساء فهمه الكثيرون بأنه ترقيم ومغازل وإنما مجرد فتاة تسقي إمارتياً قهوة عربية بل واعتبر التشهير بهذا الفعل محاولة رخيصة خسيسة للتأثير على علاقاتنا بالأشقاء الإماراتيين الذين (ردوا الدين) وحضروا لنا لمشاركتنا الفرحة أود أن اسألها سؤالاً واحداً لا غير وبعدها سأنساها لأن من يعيب لقطر يستحق أن يسقط من أوراق ذاكرتنا وهو (أين كان أهلكِ وتربيتكِ ودينكِ وأخلاقكِ حينما مددتِ يداً لرجل غريب من بلد آخر وهمستِ له: تفضل)؟!.. الله يرحمهم إن جازت لهم الرحمة!. قطر.. هل تستحقين هذه المعاملة؟!..من الذي جعل من (غترتكِ) شالاً يلتف حول خواصر الرجال ليرقصوا؟!.. من الذي حول عباءتكِ السوداء المسدلة الواسعة إلى مجرد شئ ملطخ بألوان غريبة يضيق في الأوساط ومفتوح من الأقدام ويتسع في الأكمام لتكشف الأذرع والسيقان وقبل ذلك تكشف عن مصيبة انعدام الأخلاق والتربية في البيوت؟!..لا يا قطر..(غلاج) لم يكن في رقص سفيه أو مهازل أخلاقية أو حضور المئات من خارج الدولة لمشاركتنا يومنا الوطني وتوابعه والذي أعتبره كله مضفوفا تحت شعار (لولا خبالكم ماتعنينا لكم ولولا هبالكم ما قهويناكم)!..(غلاج) كان هنا وأرجو أن تغمضوا أعينكم قليلاً وتتبعوا مسار اصبعي المرتجف نحو قلبي الموجوع وكي أعبر عن هذا الغلا كان يجب أن أسير في يوم عرسكِ بنفس الطهر الذي نشأتِ عليه.. بنفس ثباتكِ التزامكِ أخلاقكِ عاداتكِ وتقاليدكِ لأجل أن أرتقي باسمكِ..(غلاج) كان هنا وواصلوا لطفاً إسدال الجفون وانظروا حيث مركز النبض في هذا القلب الملتاع المرتاع ولأجل هذا الغلا سترونه ينبض بما يثبت في كل دقة ودقة بحب العظيمة قطر ولكي أترجم عشقي كان مفروضا علي أن أبوح بالألم وأتمتم بالمعوذات بأن يحرسكِ الله بعينه التي لا تنام وبكنفه الذي لا يضام لأنني أخشى أن يمد الله في عمري حتى 18/12/2012 وأشاهد في المسيرة أذرعاً متشابكة وهناك من يمددن أياديهن (بصحون العيش والهريس) متخذات من مكائن السيارات أفراناً مشتعلة لا يمكن أن يضاهيها اشتعال قلبي المقتول عمداً!.. أرجوكم افتحوا أعينكم الآن!. فاصلة أخيرة: لستُ قاسية..لكنني عاشقة! لستُ مثالية..لكنني عاشقة! لستُ متخلفة..لكنني عاشقة! أنا بكل الأحوال عاشقة!.. وعشقي قطر!