21 سبتمبر 2025

تسجيل

فوضى في اليوم الوطني

26 ديسمبر 2011

انتهت الاحتفالات باليوم الوطني وهدأت الأمور وجميل ان نفتخر وان نحتفل بالذكرى العزيزة والغالية علينا ولكن من الخطأ ان نحول تلك الفرحة الى فوضى بشكل مصرح به. الاختناقات المرورية وتعطيل مصالح الناس وممارسة تصرفات خاطئة لا يمكن ان نسميها فرحة بل هي جرائم يجب ان يعاقب عليها القانون. القانون يجب ان يأخذ مجراه في اي وقت وعلى الجميع وذلك حفاظاً على المصلحة العامة وحماية المجتمع. وصلت الفوضى الى ان تحترق سيارة بكاملها بالقرب من دوار القوس بسبب عدم احترام القانون وازعاج الناس بتلك الأصوات القوية التي تصدر من السيارات حتى يتطاير الشرار منها وتحرقها فتلك فوضى في يوم الفرح وماذا سيحصل لو ان تلك السيارة احترق كل من فيها او انها تسببت بحرق مجموعة من السيارات التي حولها. حادث آخر حصل امامي، سيارة سعودية صالون متوقفة في منتصف الشارع بسبب الاستعراضات التي امامها بين دوار التلفزيون ودوار مدينة خليفة جاءتها سيارة لاند كروزر بأقصى سرعة وصدمتها من الخلف مما ادى الى تهشم نصف السيارة الخلفي وهي مليئة بالركاب، واتمنى ان يكون كل من فيها بخير، ومن محاسن الصدف ان الاسعاف كان قريبا منهم. بالطبع هناك الكثير من الحوادث التي حصلت في اماكن اخرى متفرقة فهل هذا هو يوم للفرح. الأطفال يركبون اعلى السيارات وهي تنطلق بهم بأقصى سرعة ويتعرضون لخطر الوقوع والدهس، اضافة الى البرد القارس، واخرى تغطى بالكامل واصوات مزعجة وموسيقى عالية وتجاوزات مرورية مرعبة والسبب احتفال باليوم الوطني. بعد مشاركتي في العرضات عدت الى منزلي ولم يفصلني سوى شارع عنه ويفترض ان اقطعه في اقل من خمس دقائق اخذت اكثر من ساعة ونصف بعد العديد من الاختصارات. الكثير من الناس فاتتهم الطائرات لعدم وصولهم في الوقت المناسب وبعض من قدم الى البلاد في ذلك اليوم وصل الى منزله بعد خمس ساعات ونحمد الله له بالسلامة على انه استطاع ان يصل معافى من تلك الفوضى في الشوارع وقد نسى سفره وتعبه مهما كانت مسافة الرحلة فالمشقة في الشوارع كانت اكبر، كل ذلك بسبب الفرح باليوم الوطني. التصرفات اللا أخلاقية مثل المغازل والرقص وتخويف الناس باقنعة وملابس لا تدل نهائيا على احتفال بيوم مجيد وعزيز اليس ذلك تشويها لليوم الوطني؟!. في هذه السنة جاءنا ضيوف من خارج قطر بأعداد كبيرة للمشاركة فقط في هذه الاحتفالات او بمعنى آخر المشاركة في الفوضى التي لدينا، حيث انهم عرفوا انه مصرح بها ولا يعاقب القانون عليها فتدفقوا الى هنا بأعداد كبيرة قابلة للزيادة في السنوات القادمة والمزيد من الممارسات الخاطئة تحت مسمى مشاركة بالاحتفالات الوطنية في قطر. للأسف في اليوم الوطني لم ينقطع صوت سيارات الاسعاف، ولم يستطع الطبيب ان يصل الى عمله بسهولة ولم يتمكن الاعلامي ان ينقل الصورة المطلوبة في الوقت المناسب ولم يصل المريض الى الطوارئ الا بشق الأنفس وازدادت حوادث السيارات وغير ذلك الكثير والكثير مما حصل من فوضى مرورية في اليوم الوطني. تلك الفوضى تزامنت مع وجود ضيوف الدورة العربية وغيرهم ولو جاملونا وقالوا بانهم استمتعوا بها ولكن الحقيقة التى يعلمها الجميع أن الأخطاء واضحة ولن تستطيع المجاملات اخفاءها. واذا وجد من يصر على الفوضى وتريدون السماح لهم فخصصوا لهم مساحة واسعة خارج العاصمة وليذهبوا اليها ويفعلوا ما يشائون. نحن نريد ان نظهر للعالم وفي مثل هذا اليوم بالذات معنى التقدم والتطور في قطر لا التخلف والتأخر والفوضى وتعريض حياة الأخرين للخطر. نرجو وقفة صارمة من قبل المسؤولين وعدم السماح بذلك ويكفينا اختناقات مرورية في الأيام العادية.