29 أكتوبر 2025
تسجيلمع توالي نعم الله عز وجل التي لا تحصى على عباده لابد من أن يكون الجزاء لذلك الخير والنعم هو الشكر والشكر المقرون بالعمل الذي يؤدى إلى طاعة حقيقية مفادها بانك تشكر الله الوهاب الكريم الذي أعطاك لتكون جسرا للنعمة وليس محتكرا لها. فغيرك أنت من اختاره سبحانه فأعطاه وتمر النعمة إلى الفقراء والمساكين ليكون شكرك لمن أعطاك بعطاء وليكون الشكر من جنس ما أعطيت من كرم من المولى عز وجل. ويجب أن يعلم المؤمن أنه مهما أعطى من متاع الدنيا فهو لم يعط اى شئ. فالدنيا دار اختبار وبلاء أو كما قال ابن الوردي ملك كسرى تغنى عنه كسرة وعن البحر اجتزاء بالوشل أو كما يقول نبينا الكريم " ان الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة ". أو كما يحكى عن هارون الرشيد أن زاره ابن السماك الواعظ وقد كان فقيرا معدما فرأى الخليفة يطلب شربة ماء فقال له: لو منعت تلك الشربة يا أمير المؤمنين أتفديها بنصف مالك قال نعم فلما شربها فقال: لو منعت إخراجها أتدفع نصف مالك لتخرج فقال الخليفة هارون نعم فقال ابن السماك: فلا خير في ملك لا يساوى شربة ماء. الحق أقول ان ما دفعني هو اننى أرى البعض تغره الدنيا بما أعطته فينسى شكر ربه ويتجبر على أهله وذويه ويتجبر على من يعمل لديه ويتجبر على إخوانه وهو لا يدرى أن الدنيا بما فيها لا تساوى عند الله جناح بعوضة. وأنا أرى هؤلاء ممن ينطبق عليهم قول الشاعر محمد إقبال إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحى دينا ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا والعجيب أن من يرى عبر الفضائيات ونشرات الاخبار تلك المدن الجميلة في اسيا والأعاصير تدمرها وتقلبها رأسا على عقب لابد أن يؤمن أكثر ويدرك عظمته سبحانه وتعالى حين يقول في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم" وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " إذن الشكر على النعمة حفاظ عليها من الهلاك والضياع أو كما قال احد السلف لرجل ثرى انى أرى عليك نعمه فقيدها بالشكر. والحق أقول أيضا اننى اعمل منذ فترة ليست بالقليلة ضمن العمل التطوعي لجمعيات عدة منها جمعية السرطان والسكري وجمعيات خيرية أخرى وايضا عضوة في مركز قطر التطوعي وارى انه ما زال أمامنا الكثير لنقدمه لمجتمعنا ولنشكر به الله على نعمه التي اصبغها علينا بفيض من كرمه. ولا بد هنا أن نشيد بما تقدمه دولتنا الحبيبة قطر ممثلة في زعيمها وقائدها وباني نهضتها الشاملة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله ورعاه ولعل ايادى سموه البيضاء الممدودة بالخير والعطاء لفقراء اسيا وافريقيا ومنكوبى الكوارث في اى بقعة من بقاع العالم لهو الشكر الذي اعنيه في مقالي واعني به ايضا الشكر العملي وليس فقط الشكر بالكلام والضمير. وفى الحديث الصحيح " اليد العليا خير من اليد السفلى " اى من يعطى دائما أفضل ممن يأخذ وبعودة إلى أن الدنيا التي يلهث الكثيرون وراء متاعها لا تساوى أكثر من لقمة وشربة وما بقى فهو فضل. ويذكر الدكتور عائض القرنى حكاية: انه ضل احد البحارة في المحيط وبقى أياما كثيرة حتى نجا فسأله الناس عن اكبر درس تعلمه من تلك المحنة فقال انه إذا كان لديك الماء الصافي والطعام الكافي يجب ألا تتذمر أبدا. وأخيرا هي دعوة للقناعة والسلام والهدوء النفسي والرضا والشكر على ما قسمه الله لك واعتقد جازمة بان ذلك يؤدى إلى محبة ورخاء في المجتمع وستلغى الكثير من القضايا والصراعات حول متاع زائل ومن لا يصدقني فليذهب إلى المحاكم ويرى بنفسه الصراعات الكثيرة من بعض الناس حول التركات والأموال وحول العقارات وحول ما يزول حين نسوا انه لا يبقى إلا وجه الله وحده انه ذو الجلال والاكرام سبحانه فهو وحده الحي الباقي وسبحان من يغير ولا يتغير وسلامتكم. [email protected]