29 أكتوبر 2025
تسجيلفي الحروب العراقية الداخلية الساخنة والمشتعلة منذ عقود برزت ظواهر وحشية بشعة لممارسات فاشية تنتهك الإنسانية بشكل فظ وترسم صورة لمجتمع متوحش ولثقافة بدائية موغلة في التوحش والعدمية، لقد نشرت وانتشرت مقاطع مصورة لقطع الرؤوس وحرق الجثث، وتقطيع الأعضاء البشرية والتصوير بجانبها كجزء من آلة الحرب النفسية! وهي ممارسات تعود للقرون الوسطى حينما كانت للحروب الدينية والطائفية تعبيراتها الخاصة!، ولعل من الصور البشعة ما نقلته الكاميرات عن سحل دبابة تابعة للحشد الشيعي العراقي لفتى عراقي وقتله بطريقة بشعة بدعوى أنه من تنظيم الدولة ووسط هدير شعارات طائفية!، عودة السحل للعراق يذكرنا بثقافة السحل التي تصاعدت فصولا مرعبة بعد انقلاب 14 يوليوالدموي عام 1958 وسحل الغوغاء للعائلة العراقية الحاكمة ولعدد من كبار رجال الدولة العراقية ثم انسحب ذلك الفعل البربري ليتطور لمشاهد سحل يومية في الشارع العراقي، كما فعل الشيوعيون في أحداث الموصل وكركوك عام 1959 وكما تجسدت المجازر والتصفيات بالجملة عام 1963!، تاريخ العراق المعاصر حافل بالمناظر البشعة وبحفلات السحل الجماهيرية! وهي ثقافة فاشية كنا نعتقد بأنها أضحت من الماضي، ولكنها اليوم وفي ظل الروح الطائفية المريضة عادت بقوة لتتسيد المشهد العراقي البائس! بعد أن أضحت شعارات الثأر الطائفية هي المحرك والوقود للشارع العراقي الهائج، ثقافة السحل بعد ضياع الدولة العراقية أضحت هي البديل الموضوعي لثقافة العراقيين اليوم للأسف!، سيناريوهات المستقبل القريب لا تبشر بخير طالما كان الرعاع هم الذين يحركون الشارع، وهم من يفرض القيم وقواعد السلوك!، إنها الفوضى العراقية المدمرة!.