رسائل للمسؤولين عن التعليم

تولي دولتنا الحبيبة قطر وقيادتها اهتماماً، وأيما اهتمام، للتعليم والصحة كركيزتين أساسيتين من ركائز التنمية البشرية. ولذا فقد رصدت لهما الميزانيات الضخمة لتوائم ذلك التطور الذي تشهده قطر في كل المجالات، ورسالتي لمن سيتولى الأمر الآن في هيئة التعليم بعد الأخت صباح الهيدوس التي نشكرها على اجتهادها سواء أصابت أو أخطأت، فقد بذلت ما في وسعها وإن اختلفنا معها في بعض الجوانب لكننا نقول لها: "بارك الله فيك.. اتفقنا واختلفنا لكننا نشيد بمثابرتك وحرصك وسعيك للتطوير". أما الأخت هيا جهام الكواري مدير هيئة التعليم فنقول لها: الرسالة الأولى: استفيدوا مع زملائك وزميلاتك في الهيئة من المرحلة الماضية بما فيها من إيجابيات وعززوها، وما فيها من سلبيات كانت واضحة فتلافوها، وصححوا المسار ولتعلموا أنها أمانة والله سائلكم عنها. الرسالة الثانية: إن عليك وأنت الضليعة في المناهج أن تتم مراقبة المناهج جيدا بما يتوافق وعاداتنا وتقاليدنا، ولنركز على تراثنا القطري المجيد ولنربي أبناءنا وبناتنا عليه، فهو الزاد في الملمات بعد شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الرسالة الثالثة: إن عليك أيتها الفاضلة أن تستمعي جيدا للناصحين الصادقين.. قربيهم منك.. استمعي لآرائهم.. دافعي عن معتقداتهم بما لا يخالف السياسات واللوائح.. الرسالة الرابعة: إن عليك أن تعلمي أن السلطة ليست باللامبالاة بمطالب المعلمين والمعلمات بما يحقق لهم الاستقرار النفسي والتربوي، وليست السلطة بتقطيب الجبين، بل بفرض الشخصية المحببة التي إن قالت سمع لقولها وإن تكلمت أصغى الكل لها. الرسالة الخامسة: الميدان الميدان يا مدير هيئة التعليم.. كثفي من الزيارات الشخصية للمدارس، زيارات غير مجدولة ليس فيها فلاشات الصحافة والمصورين... ترين فيها بعينك جوانب التميز فيشكر أصحابها، وترين جوانب القصور فيقوّم مرتكبوها بلا تهديد ولا وعيد متكرر يجعل الجفاء حاجزا بينك وبين الآخرين. الرسالة السادسة: اهتمي بأولياء الأمور وعقد لقاءات دورية معهم والاستماع لهم والتزود بما عندهم، فمنهم الطبيب والمهندس والقاضي وكلهم يهدفون للرقي بتعليمنا للأمام. الرسالة السابعة: حثي موظفي الهيئة على عدم إيصاد الأبواب أمام أولياء الأمور ولتكن قلوبكم قبل أبوابكم مفتوحة لهم. الرسالة الثامنة: الله الله في طلابنا وطالباتنا... تلمسي احتياجاتهم... تفقدي أوضاعهم... استمعي لآرائهم ومتطلباتهم. الرسالة التاسعة: لتكن التعيينات في هيئة التعليم والمدارس قائمة على الكفاءة لا المحسوبية والواسطة، فكم دمرت أجيالا وأخرت تقدم وطن!!   وختاما: متابعة سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني شخصيا لأحوال التعليم وتلمس احتياجاته تجعلنا نتفاءل بمستقبل مشرق بإذن الله لتعليم راق متميز، وما المطلوب إلا المساندة من الكل (مدارس — أولياء أمور — إعلام) وسنجني بإذن الله الحصاد، وما ذلك على الله بعزيز (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله).